“زوارة” تضمد جراح الليبيين.. والمستشفى العام في “الصيانة”!
“زوارة” التي تقع على الساحل الليبي لتكون نقطة عبور للجميع، كما ينطلق منها المهاجرون وطالبو اللجوء إلى السواحل الأوروبية، يعبرها الليبيون إلى “تونس” في رحلات العلاج التي لا تنتهي، لذلك تقع المدينة تحت ضغط إنساني وطبي كبيرين، وبالنظر إلى قطاع الصحة في المدينة نتذكر مستشفى زوارة المركزي” الذي أقفلت أبوابه منذ العام “1992” لغرض الصيانة، لكن الأمر طال كثيرا ولم تنته الصيانة حتى اليوم!
أما البديل فكان المستشفى البحري العام “المرسى” الذي بناه الإيطاليون منذ عام “1913”، لكن الحرب وضعت لمساتها عليه، فنقل مقره إلى عيادة تخص أحد المواطنين.
لكن الحمل ثقيل على هذا المكان، فبسبب الأزمات التي تهاجم البلاد بلا هوادة زادت المعاناة على “المرسى” وكل من فيه من كوادر طبية وإدارية، ذلك أن الطاقة السريرية للمستشفى لا تزيد عن عشرين سريرا، رغم تقديمه خدمات صحية لما يقترب من “500” ألف نسمة، أي لكل سكان المنطقة الغربية تقريبا، إضافة لضحايا الحوادث التي يعتبر الطريق الساحلي الرابط بين ليبيا وتونس مسرحا كبيرا لها حسب الإحصائيات.
رغم كل ما سبق فإن الإرادة وحدها هي ما جعل المستشفى يقوم بما يقترب من مائة عملية جراحية مختلفة في الشهور الأخيرة، أربع منها عمليات خطيرة كللت كلها بالنجاح، إحداها لمهاجر غير قانوني يحمل الجنسية السورية كان مهددا بالشلل إثر تلقيه رصاصة في عموده الفقري، يشار هنا إلى أن نسبة الإنجاز في المركز الطبي بالمدينة بلغت حتى الآن “85%”، وينتظر الجميع أن يكتمل بناؤه ليتحقق الحلم، ويكون حلا جذريا لمأساة الصحة في المدينة.