روسيا “تكسب الجولة” في الجزائر.. وتُبْعِد أميركا وفرنسا
218TV | خاص
لم تمض ساعات على معلومات متداولة لفتت إلى أن جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي قد أرسل ضباطا سرا إلى العاصمة الجزائرية في مهمة بدت لـ”تدوير الزوايا الحادة” بين أطراف الأزمة السياسية العميقة منذ شهر فبراير الماضي، والتي انطلقت بعد إصرار الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة على الترشح لولاية رئاسية جديدة هي الخامسة له، حتى فجّرت المؤسسة العسكرية مواقف غاضبة وتصعيدية، وسط تلميحات بأن الجيش شكّ بـ”تواطؤ فرنسي” مع سعيد بوتفليقة “حامل أختام الرئيس المريض”.
انتفض الجيش سريعا في وجه من قال إنها عصابة القصر التي تمارس أعمالا غير دستورية، وتتخذ قرارات دون علم الرئيس بوتفليقة، وهي انتفاضة يُقال إنها نُسّقت مع وزارة الدفاع الروسية التي أمّنت طيلة السنوات القليلة الماضية دعما قويا وثابتا للفريق قايد أحمد صالح، والذي نجح بإقناع الروس بالاعتماد عليه في المرحلة المقبلة، خصوصا مع “اندفاعة روسية صامتة” تجاه ميادين جديدة لها في شمال القارة الأفريقية، فيما كانت باريس وفق المُتَداول من معلومات ترفض تلبية مطالب المؤسسة العسكرية بـ”وضع اليد” على السلطة.
الولايات المتحدة الأميركية التي مارست “تأنياً وتجاهلاً” لمطالب الجزائريين عبر عبارات فضفاضة أظهرت بعد أقل من ساعة على استقالة بوتفليقة ما بدا أنه “نفض ليديها” من الورطة السياسية الجزائرية بالتأكيد على أن الشعب الجزائري يعرف كيف يمضي قدماً إلى الأمام، وهي إشارة تقول إن واشنطن ربما فقدت عمليا “أوراقها” في الجزائر، وأنها لم تُظْهِر أي تأييد للجيش، مثلما لم تقل شيئا عن استقالة بوتفليقة لا سلبا ولا إيجابا، وهو غموض أميركي تراه إدارة دونالد ترامب بنّاءً بعدم الاشتباك سياسيا ودبلوماسيا في منطقة تُحضّر لها روسيا سلسلة من المفاجآت التي قد تُبْعِد فرنسا أيضا عن الحلبة الجزائرية.