متابعة218
أكد تقرير تحليلي أعده معهد “جيمس تاون” للدراسات والبحوث الذي يتخذ من واشنطن مقرا له أن روسيا تعمل على تعميق تدخلها العسكري في ليبيا فيما تنكر ذلك أمام العالم وشعبها لتعيد بذلك السيناريو الذي إتبعه الكرملين في سوريا.
التقرير أشار إلى أن التدخل بان واضحا من خلال قيام وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” و”يفغيني بريجوزين” صديق الرئيس بوتين المشرف على العديد من الشركات العسكرية الخاصة بضمنها مجموعة “واغنر” بإستقبال قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر في موسكو لأن ليبيا بموقعها الجغرافي ومواردها النفطية أكثر أهمية حتى من سوريا ذاتها.
ونقل التقرير عن الخبير الروسي في الشؤون العسكرية “بافيل فيلجنهاور” قوله بأن ليبيا كانت نقطة ربط مهمة خلال الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة وحلفائها مشيرا إلى أن وجهة نظر موسكو في الوقت الحالي هي أكثر تشددا منها أيام الحرب الباردة وتبين بأن الكرملين يرى في ليبيا قاعدة لمجابهة الغرب وتقويض التأثير الغربي الجماعي.
وتطرق التقرير إلى إصرار الجانب الروسي على القول بأن حضور “بريجوزين” إلى اللقاء بين المشير حفتر و”شويغو” أتى لكونه المشرف على إعداد طعام العشاء خلال لقاء الرجلين وهو الأمر الذي يعيد للأذهان ذات الأسلوب الروسي المتبع إبان الحرب الباردة والذي يعتمد على إنكار الأمور حتى التواجد في موقف قوي يمكن روسيا من الإدلاء بحقيقة تدخلاتها كما كان الحال عليه في سوريا ومن قبلها في أفغانستان.
ووفقا للتقرير فإن روسيا تدعم كفة المشير حفتر وكفة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ذات الوقت لتكون رابحة في كل الأحوال لأن الصراع على الأرض ليس بين الجيش الوطني والمجلس بل بين الجيش ومجموعات إرهابية لا تحظى بدعم الرئاسي ولا بعدائه أيضا.
وتحدث التقرير عن طلب تقدم به المشير حفتر إلى روسيا للحصول على دعم عسكري بقيمة ملياري دولار قد يكون جزء منه قد وصل عن طريق القنوات المصرية للتهرب من الحظر الأممي المفروض على توريد السلاح إلى ليبيا.
ملتزمون بحظر توريد السلاح
من جانبه جدد رئيس مجموعة الاتصال الروسية لتسوية الأزمة الليبية “ليف دينغوف”، موقف بلاده الرافض لرفع حظر توريد السلاح إلى ليبيا في الوقت الحالي؛ لغياب المؤسسات الموحدة في البلاد ووجود خطر انتشار السلاح بين الجماعات الخارجة عن الدولة.
موسكو تستغل غياب واشنطن
من جهة أخرى نوهت صحيفة (إل صولي 24) الإيطالية اليوم الأربعاء إلى أن مؤتمر باليرمو حول ليبيا، ، أبرز دورا روسيا لملء الفراغ الدبلوماسي الذي تركته الولايات المتحدة الأميركية، التي يبدو أنها لا تعير اهتماماً كبيرا لمصير دول الشمال الأفريقي.
وذكرّت وكالة (آكي) الإيطالية نقلاً عن الصحيفة الإيطالية أن “الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ووزير خارجيته “مايك بومبيو” لم يحضرا في باليرمو، في وقت تواجد فيه رئيس الوزراء الروسي “ديمتري ميدفيديف” ونائب وزير الخارجية، “ميخائيل بوغدانوف””. في إشارة إلى الاهتمام الروسي بالشأن الليبي مقابل عدم اكتراث الجانب الأميركي.
وأضافت الصحيفة أن روسيا ترتبط بعلاقات أكثر من ودية مع الجنرال خليفة حفتر، وتستعد للعب دور مهم أيضاً في ليبيا.
وفي ضوء المصالح الاقتصادية أشارت الصحيفة إلى أن الدور الذي تلعبه موسكو يهدف إلى استقطاب مردود تجاري وحجز مقعد في الاستثمار الليبي وذلك عند بدء عملية إعادة البناء في ليبيا، بالإضافة إلى قطاع الطاقة، هي “أسباب ممتازة لمواصلة السير في هذا الطريق”.
يذكر أن روسيا تعدّ لاعبا مهمّا في ليبيا، حيث تحظى بعلاقات قوية مع السلطات شرق البلاد بما في ذلك الجيش الذي يقوده خليفة حفتر، كما نجحت في السنوات الأخيرة في ربط علاقات مع حكومة الوفاق في طرابلس.