روسيا القادمة بقوة، وقوى دولية لا تريد خسارة مصالحها
هل فعلا بدأت المصالحة تخسر مشروعها..؟، وهل بات الحل العسكري وشيكا..؟، أسئلة برسم الإجابات، وثمة دلالات يمكن الوثوق بها لمشروعية قلق كل الليبيين، سياسيين ومواطنين، إلى جانب قلق المجتمع الدولي أيضا.
مؤخراً، قدم موقع “موند أفريك” الفرنسي أول الدلالات، من خلال نشره لخبر مفاده أن واشنطن تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية لطائرات بدون طيار في تونس، وقريبا من الحدود الليبية، وقد جاء ذلك بعيد اتفاق بين الأمريكي باراك أوباما والتونسي الباجي قائد السبسي، خلال زيارة الأخير
إلى واشنطن (في مايو الماضي).
أيضاً، تفيد معلومات باحتمالية تدخل عسكري روسي في ليبيا، خاصة بعد توجيه أحد الأقمار الصناعية الروسية باتجاه ليبيا، حيث كشفت مصادر إعلامية مؤخرا، أن طائرات استطلاع طويلة المدى وقمرا صناعيا روسيا عسكريا، يراقب مواقع لداعش في ليبيا منذ أسابيع، عبر شريط
ساحلي يمتد من 200 إلى 300 كلم قريبا من الحدود مع مصر.
ويربط خبراء بين التدخل العسكري الروسي وفشل تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وعجز الجيش عن دحر الإرهاب في ظل حظر السلاح المفروض، مرجّحين إمكانية قيام قوات فرنسية وإيطالية ومصرية مشتركة بضرب داعش في ليبيا.
من وجهة نظر أخرى، يرى محللون أن طموح التوسع الإقليمي لروسيا، يجلب القلق للقوى الأخرى، ويجب أن يجلب القلق والخوف على الاتفاق من قبل الفرقاء الليبيين المشغولين بمحاصصات سياسية غير ناجزة، يقول خبراء. وهم عاجزون عن التقاط ثمار الحوار.
تحدثت تقارير استخباراتية عن وصول أعداد كبيرة من الإرهابيين والمسلحين إلى ليبيا من خلال ثلاثة منافذ بحرية ليبية أيضا، جاءت فراراً من القصف الروسي في سوريا والمحتمل في العراق، الأمر الذي يشكل تهديدا واضحا للمصالح الأمريكية والأوروبية.
من جهة أخرى ينظر المجتمع الدولي إلى الجانب الأكثر قلقاً، وهو احتمالية تحول ليبيا إلى "منطقة صراع" على المصالح بين القوى الدولية. الأمر الذي أجبر ليون التأكيد مجددا بأن الاتفاق ثمرة قرار أممي، وأنه سينفذ عاجلاً أم آجلاً، متوعدا الذين يضعون العصا في الدولاب
بالعزل.
تقول وكالة الأنباء السويسرية، إن العاصمة طرابلس وأجزاء من المنطقة الغربية تحكمها مجموعات "فجر ليبيا"، وبنغازي ومعها قسم من المنطقة الشرقية (برقة) توجد تحت سيطرة الجيش، فيما أحكم "داعش" قبضته على 90% من مدينة سِرت. وتُـسيْطر مجموعات مسلحة ذات صبغة قبلية على مناطق أخرى مثل سبها.
من هنا، سيكون صعبا إخضاع هذه القوى لأجندة التوافق وقبولها الامتثال لسلطة الحكومة الانتقالية .هذه الأوضاع تطرح سؤالا كبيرا عن مدى قدرة الجيش الليبي على إخضاع المتطرفين والإرهابيين والمسلحين. فقد أكّد وزير سابق، فضّل عدم الكشف عن إسمه في تصريح لـ swissinfo.ch أن ما تبقّى من الجيش، لا يتجاوز ألف عنصر مع عَـتاد محدود.
وعزا ذلك إلى قيام القذافي بحلّ الجيش منذ أكثر من عشر سنوات، واستقطاب المجموعات المسلحة للكفاءات العسكرية بعد ثورة 17 فبراير 2011.
وقد باءت كلّ المحاولات التي بذلتها الحكومات السابقة لتدريب مُجنّدين جُددا في دول عربية وأوروبية، بالفشل، لأن أولئك المُتدرّبين يختفون في غابة الميليشيات أو يعودون إلى قبائلهم ومدنهم الأصلية بعد نهاية فترة التأهيل في الخارج.