رواندا تُفكر في فتح أبوابها أمام المُهاجرين العالقين في ليبيا
أعادت رواندا المبادرة التي سبق وأن قدمها الرئيس بول كاغامي أواخر عام 2017 بقبول ما يصل إلى 30،000 مهاجر أفريقي من ليبيا على مدار عدة سنوات.
وبحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، فقد أرسلت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين رسالة موجهة إلى المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى محمد، تؤكد فيها أن اقتراح إجلاء المهاجرين طواعية إلى رواندا من شأنه أن يساعد في التعامل مع “سياسة الاحتجاز اللاإنسانية المتفشية بين أولئك الذين نزحوا إلى ليبيا”.
من جانبها، قالت المديرة العامة لأفريقيا في وزارة الخارجية الرواندية، ديانا جيتيرا، إن خطة المبادرة التي ماتزال قيد المناقشة ستشمل قبول بلدها لـ500 لاجئ من ليبيا بموجب “آلية عبور طارئة” بتمويل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقالت إن الرئيس الرواندي بول كاغامي كان قد رحب بـ”فرصة رواندا لدعم اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا في ظل هذه الأوقات الصعبة”.
وفي السياق ذاته، قال فنسنت كوشتيل المبعوث الخاص للمنظمة الدولية المعنى بالوضع فى وسط البحر المتوسط، أن منظمته تستكشف خيار إجلاء المُهاجرين إلى رواندا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، فيما أكد الاتحاد الأوروبي إنه يُتابع خطة رواندا وهو مستعد للنظر في دعمها.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلى زيارة أجراها مسؤولون روانديون، الشهر الماضي، إلى منشأة للإجلاء في جارة ليبيا النيجر في مهمة لتقصي الحقائق حول أوضاع المُهاجرين هناك، ليكتشفوا وجود أكثر من 1000 مهاجر عالقين داخلها – ويعزى ذلك إلى قلة أماكن إعادة التوطين التي توفرها الدول الأوروبية، وفقًا للدبلوماسيين والمحللين.
وشهدت سواحل ليبيا أسوأ وأقسى حادثة مهاجرين قبل نحو أسبوعين، ذهب ضحيتها أكثر من 150 مُهاجرا انقلب قاربهم قبالة الساحل الليبي، كما ازدادت على إثرها الدعوات والمطالبات الدولية بإخراج المهاجرين غير القانونيين العالقين داخل ليبيا وتوفير أماكن ملائمة لتوطينهم.
وعقب الحادثة، دعا المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو غراندي، ومدير المنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو، إلى إنهاء الاحتجاز التعسفي للاجئين والمهاجرين في ليبيا، والإفراج عن المحتجزين بمراكز الإيواء أو توفير مراكز أفضل من الموجودة.
وشدد “غراندي وفيتورينو”، في بيان مشترك، على أن تكون الأولوية القصوى للمجتمع الدولي في تحقيق سلام دائم في ليبيا، داعيا المجتمع الدولي إلى استخدام أي نفوذ لديه لجمع الأطراف المتحاربة على طاولة الحوار، وإيجاد حل سياسي يعيد الاستقرار والأمن للبلاد.