رحيل مسند الديار العلامة أحمد القطعاني
رحل علامة ليبيا ومسند الديار، الشيخ أحمد القطعاني، السبت، عن عمر ناهز الـ62 عاما.
ولد الراحل في درنة عام 1956 وعاش وترعرع في بنغازي، وتلقى العلوم الإسلامية وعلم التفسير والحديث والفقه المالكي على أيدي مشائخ كبار علوم الدين.
أوفد القطعاني عام 1978 للدراسة في بريطانيا، وبعد عودته الى ليبيا استقر مع أسرته في مسقط رأسه درنة عام 1981، وفي ذات العام أسس فيها الزاوية الأم بحي الساحل الشرقي التي كان نشاطها تحفيظ القرآن الكريم وتدريس المواد العلمية الإسلامية، وعمل مدرسا في التربية الإسلامية في أكثر من 10 مدارس في درنة، إضافة إلى مدينتي طبرق وبنغازي.
درس القطعاني علوما عدة في حياته من بينها تاريخ ليبيا غير المكتوب من مشائخ البطنان والجغبوب والبيضاء وطرابلس ومدن أخرى.
كما أخذ علم السماع والكثير من نوبات المالوف الأندلسي والموشحات والمدائح النبوية والعروبيات بأوزانها وألحانها، وأسس عام 1994 المعهد الديني الثانوي المعروف باسم “منارة الصحابة للعلوم الشرعية” في درنة، وعُين مديرا له إلى أن تفرغ عام 2003 لمجلة الأسوة الحسنة إضافة إلى نشاطاته العلمية والتثقيفية.
نال القطعاني عدة عضويات عربية ومحلية منها عضو بالمجلس العلمي العالمي في القاهرة، كما أسس عديد المكاتب ومهرجانات المديح النبوي والفرق الفنية والمسرحية، وأسس أول متحف تاريخي في ليبيا في منطقة سيلين بالخمس حمل اسم (المتحف التاريخي الأهلي) ومتحف قصر طيبة للفن التشكيلي الليبي.
ويعد الراحل مُسند الديار الليبية ومُحدثها وأكبر مرجع حديثي في كل ليبيا، ونال عشرات الشهادات التقديرية والتكريمات والدروع من جامعات ومعاهد ومؤسسات ليبية وعربية وأجنبية عدة.
وتجاوزت مؤلفاته الـ75 كتابا بين الشعر الشعبي والمخطوطات والأنساب والتاريخ والتربية والتعليم والمدائح والدراسات والأدب، استغرق تأليفها 18 عاما تؤرخ لأكثر من 1400 عام لليبيا وتوثق تاريخ البلاد الإسلامي بأدق تفاصيله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحوّل عددا من كتاباته إلى أعمال تلفزيونية وعروض مسرحية.