“ربّات” الاقتصاد الليبي.. الوجه المشرق لـ”الأزمة”
218TV.net خاص
أحلام المهدي
لازالت النساء في ليبيا مسؤولات بطريقة أو بأخرى عن الوضع الاقتصادي في بيوتهن، مع كثرة من لا يعملن في ليبيا، فكانت الليبية تحاول جاهدة الحفاظ على مستوى معيشي معين، لا تبتعد بعائلتها فيه عن المتوسط، صعودا أو هبوطا، وخلال سنوات الحرب ظهرت على السطح مشاكل كثيرة، ألقت بظلالها على الجميع، كالكهرباء التي تنقطع لساعات طويلة، والخبز الذي اختفى من الأسواق شأنه في ذلك شأن الدقيق، والنقود التي لم يعد الحصول عليها يسيرا.
حاولت النساء التكيف مع الوضع الجديد ما أمكنهن، فركنت العديدات منهن شهاداتهن الجامعية جانبا ولجأن إلى الأعمال اليدوية كوسيلة للحصول على المال، فأنشأت بعضهن مشاريع صغيرة تعتمد على المهارة اليدوية من طبخ وتطريز وخياطة، وما إلى ذلك من مواهب خاصة.
وبعد أن كانت الليبية تعتمد على شراء كل ما يلزمها وأسرتها من السوق، صارت تحاول أن تعتمد على ما تصنعه بنفسها لتتحايل بذلك على أزمة السيولة، المستفحلة يوما بعد يوم، كذلك فإن عدة مواسم مرّت من شهر رمضان كان الحفاظ على جُلّ الطقوس الأسرية لهذا الشهر، من أهم ما أنجزته النساء الليبيات، فكانت الليبية تدير بحنكة صقلتها الأزمات موارد بيتها القليلة من نقود وسِلع، لتحافظ على الحدّ الأدنى من أهم أصناف الطعام التي اعتادت توفيرها لأسرتها، وتصل آخر هذا الشهر مرهَقة لتوفر ما يلزم للاحتفال بعيد الفطر، فتحقق بذلك معجزة اقتصادية تجلّت في موائد رمضان، وفي مصاريف العيد المرهقة من بعده.