رؤية المشير حفتر لما بعد طرابلس
من المرات القلائل التي يخرج فيها المشير حفتر برؤية واضحة لمرحلة ما بعد العملية العسكرية، بالأمس قدم حفتر رؤيته لما بعد اكتمال سيطرة الجيش الوطني على طرابلس ، قدم بصفته قائداً للجيش ما رآه مناسباً ويخدم البلاد ووضعها الراهن.
المشير حفتر بدأ رؤيته بطرحِ فكرة الذهاب لمرحلة انتقالية شرط وضوحها وانضباطيتها من حيث المدد والصلاحيات الممنوحة، هذه المرحلة تنجَزُ خلالها عدة مهام أساسية لتمهيد الأرضية أمام الوضع الدائم حسب قوله، المنجزات التي يجب تحقيقها هي حل كافة التشكيلات المسلحة ونزع سلاحها، ومنح الضمانات لكل من يتعاون فى هذا المجال، وحل كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي قال إن مدته انتهت وإنه فشل فى إيجاد أي مخرج للأزمة بل أضاف إلى الأزمة أزمات جديدة.
طرح المشير كذلك فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية على أن تكون مهمتها مقتصرةً على التجهيز للمرحلة الدائمة التي يتصورها وتتصورها قيادة الجيش معه .
تحدث المشير كذلك عن الوضع الدائم الذي يتوق الجميع للوصول إليه عبر سفينة الوطن التائهة في بحر المراحلة الانتقالية وأمواج الصراعات ، في الوضع الدائم يتصور حفتر الانطلاق فى عمليات الإعمار والتنمية وإزالة تراكمات سنوات طويلة من المراوحة حسب قوله . كذلك سيكون من مهام حكومة الوحدة الوطنية التجهيز للانتخابات وضخ الدماء في عروق المسار الديموقراطي وذلك بالعمل على مشروع قانون انتخابات جديد.
حكومة الوحدة الوطنية التي تحدث عنها حفتر ستكون ضالعةً بملف تشكيل لجنة جديدة لصياغة دستور جديد ووضع مشروع قانون للاستفتاء عليه ، حفتر لم ينسى ذكر ما أسماه إعادة التوازن لقطاع النفط وعوائده ، وحل مشاكل المواطنين العالقة ، وتسهيل شؤون حياتهم المعيشية وبالأخص إنهاء أزمة السيولة، وكذلك الشروع فى توحيد مؤسسات الدولة وإداراتها وإنهاء رحلة سوداوية من الانقسام العمودي في بنية الهياكل ما تسبب في فساد مالي كبير أزكمت رائحته أنوف الجميع .
رؤية المشير حفتر لما بعد طرابلس صارت على الطاولة ، وأصبحت حديث الجلسات العامة والخاصة ، النخبوية والشعبية ، فهل سيأتي اليوم الذي تتجسد فيه الرؤية واقعاً حقيقياً ، أم أن حسابات المرحلة الحالية سوف تفرض قادماً مجهولاً على حفتر والمؤسسة العسكرية ؟