218TV|خاص
ذكر موقع “ذي ناشيونال انترست” الإخباري، المعني بقضايا المصالح الأميركية في العالم، أنَّ الولايات المتحدة حافظت على وجود عسكري في تونس منذ أربع سنوات ونصف على الأقل، مشيرا إلى أنّ متحدثا باسم “أفريكوم” أكّد الشهر الماضي أنَّ قوة من مشاة البحرية الأميركية، خاضت في 28 فبراير 2017 قتالا عنيفا في بلدٍ شمال أفريقي لم يسمّه لأسبابٍ أمنية. حيث حارب المارينز إلى جانب قوى صديقة ضدّ مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأنَّ المتحدّث باسم أفريكوم، شرح أنّ القوّة كانت موجودة هناك لثلاثةِ أيّام في عملية تدريب وتقديم المشورة والمساعدة.
ويضيفُ تقرير الموقع أنّ الأبحاثَ والتحليلات اللاحقة، تشير بقوّة إلى أنّ مشاركة الولايات المتحدة أكثر عمقًا في تونس التي ظلّت تحارب تمردًا منخفض المستوى في حدودها الغربية خلال السنوات السبع الماضية. تشير الأدلّة إلى أنّ المعركة وقعت في جبل سمّامة ، وهو سلسلة جبال في محافظة القصرين، بالقرب من الحدود الجزائرية. وهناك ، تكبّدت الولاياتُ المتحدة أوّل ضحية لها في تونس، منذ الحرب العالمية الثانية.
ويشبِّه الموقع معركة جبال القصرين التي أكّدتها أفريكوم، بالكمين الكارثيّ الذي وقع بعد أقلّ من سبعة أشهر في قرية تونغو تونغو بالنيجر. والذي قُتل خلاله 4 من جنود القوّات الخاصّة الأميركية على يد تنظيم داعش في الصحراء الكبرى. وفي معركة تونس استلزمت المعركة طلبًا للدعم الجوي للقضاء على الجهاديين، الذين حاولوا بعد ذلك تطويقَ القوة الأمريكية-التونسية المشتركة من الخلف، وقد ذكرت وسائل الإعلام المحلية الحادث، دونَ الإشارة إلى أي مشاركة أمريكية. كذلك لم تذكر روايةُ القاعدة للحدث هذه المشاركة.
يؤكّد الموقع أنَّ الولايات المتحدة حافظت على وجود عسكري في تونس منذ أربع سنوات ونصف على الأقل، ما يَجعلُ من غير المحتمل أن تكونَ أحداث جبل سمامة حادثة منعزلة، وتقتصر على مجرد دور استشاري، كما زعم المتحدّث باسم أفريكوم.
ووقعت المعركة التى شاركت فيها القوات الامريكية وسط حملة مكثفة تهدف الى طرد المسلحين من معقلهم الجبلي. وكانت عملية أخرى جرت قبل 11 يوما من العملية المشتركة بين الولايات المتحدة وتونس، في موقع قريب في جبل سمامة، أسفرت أيضا عن مقتل اثنين من المسلحين.
يقول تقرير الموقع كذلك إنّ الولايات المتحدة سعت إلى الحفاظ على التحوّل الديمقراطي الهشّ في تونس، بالدرجة الأولى، عن طريق تعزيز القوات التونسية، التي حصلت على مساعدات أمنية متزايدة بشكل مطرد من 2014 إلى 2017. وتتلقى تونس الآن مساعدات دفاعية أكثر من أي دولة أخرى في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. باستثناء مصر.
وقد ظلّ الوجود العسكري الأمريكي مستمراً منذ فبراير 2014 ، عندما نشر البنتاغون فريقاً من عشرات الجنود من القوات الخاصّة في قاعدة نائية غربَ تونس. وكذلك قامت القوّة الجوية في أفريكوم بتكثيف طلعات المراقبة والاستطلاع في جميع أنحاء تونس، من قواعد في سيغونيلا وبانتيليريا بإيطاليا. في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مارس 2015 في متحف باردو في تونس، قدمت القوات الأمريكية المساعدة التشغيلية لعملية مكافحة الإرهاب التي استهدفت الأعضاء الأساسيين من كتيبة عقبة الإرهابية في بلدة سيدي عياش في قفصة. كما يعمل موظفو الولايات المتحدة وحلفاؤهم من قاعدة سيدي أحمد الجوية في بنزرت.
يخلص التقرير إلى أنّ الشراكة بين الولايات المتحدة وتونس في المجال العسكري والأمني متعددة الأوجه. وهي تتألف من بناء القدرات الدفاعية ، وتعزيز أمن الحدود ، وكما هو موضح في كثير من الأحيان ، تدريب القوى الشريكة في استراتيجيات وتكتيكات مكافحة الإرهاب. وأنه رغم عدم شعبية السياسة الخارجية الأمريكية في المجتمع التونسي. حيث قام في عام 2012 ، محتجون غاضبون من فيلم قصير معاد للإسلام؛ بنهب السفارة الأمريكية، وأضرموا النار في مدرسة أمريكية قريبة في العاصمة تونس.
وفي الآونة الأخيرة ، أثار قرارُ الولايات المتحدة الاعترافَ بالقدس عاصمة لإسرائيل، موجةً من الاحتجاجات عبر تونس. كما أثارت قضية الوجود العسكري الأمريكي جدلاً ، وكانت موضوع مناقشات ساخنة في مجلس النوّاب التونسي. وفي مناسبات عديدة، كان هناك ضغط على الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد بشأن مسألة السيادة الوطنية. علاوة على ذلك، يشهد الكشف عن الاشتباك في القصرين قبل ثمانية عشر شهراً، على تورط أعمق للولايات المتحدة على الأرض مما تريد أفريكوم الاعتراف به.
وتُسهم تفاصيلُ معركة عام 2017 في جبل سمامة، في الفهمِ المتزايدِ للتوسّع في العمل العسكري السرّي والصريح في القارة الأفريقية، حيث تخوضُ الولايات المتّحدة الحربَ في الخفاء.