دهيميش رحل.. “وساطوره” مُسلّط على رقاب الفاسدين
لم تنته معركة الفنان حسن دهيميش “الساطور” بوفاته في 16 أغسطس 2016، بل ما تزال مستمرة في خطاها الثابتة، وما تعيشه ليبيا التي أحبّها وأخلص لها، وما حدث في بنغازي روحه التوأم، وطردها للجماعات الإرهابية بعد عام على رحيله، خير دليل على أن المعركة لم تنطفئ برحيله.
سنتان عاشتهما ليبيا، دون رسومات جديدة للساطور، سنتان تنفّس فيها المجلس الرئاسي والبرلمان وكل من كان هدفا مُباشرا لسلاح دهيميش، الصعداء، ما جعلهم يتجاهلون خبر وفاته حينها، دون بيان أو تعزية لأسرتهُ أو ليبيا كلها، على رحيل أحد الذين ناضلوا بالفن والفكرة، أوهام “جماهرية العقيد”، التي كان فيها خصوم الساطور، من رموزها قبل أن يقفزوا بعدها إلى مركب “فبراير”.
أما عن حكايته، التي ماتزال تُزعج سُرّاق المال العام والذين يُوزعون الفساد بكلّ أشكاله بالتساوي على كل ليبيا، فإنها باقية في الصور الحيّة التي تحكي فصول من سيرة لن تتوقّف حتى يعترفوا هؤلاء كلهم أنهم لم يكونوا شيئا ولم يُقدّموا لأهلهم إلا بيع الريح للمراكب كما يقول أحد الكبار، خليفة الفاخري.
ولأن الشعوب تنهض وتفتخر برموزها الفنية والثقافية الفكرية، سيتذكر الليبيون بعد سنوات الجحيم التي يعيشونها، أن أحدهم كان اسمه حسن دهيميش، يملك ساطورا مُزعجا ، لم يخُن بلدهُ، عكس آخرين، كانوا وما يزالون أبطالا من ورق.