درويش 10 سنوات على الرحيل
يترك قصيدة قلبه مفتوحة، ويغادر الدرويش في هدوء، بعد 67 عاماً قضاها، وصف خلالها رحيله جيداً، وخاض معركة من الأفكار مع نفسه ومحيطه.
لم يكن ابن الجليل، محمود درويش، سهل المراس منذ بداياته، لكن جمهوره العريض ربما لم يهتم كثيراً بمشاكسته السياسية أمام حرفه الساحر الذي خلب ألباب محبيه.
“للموت أسباب كثيرة”، يقول في شعره، لكنه لم يغادر من وجع الحياة، بل غادر بوجع قلبه، بعيداً عن وطنه، يتعالج في هيوستن، في البلاد التي كثيراً ما ناقش فيها صديقه إدوارد سعيد.
يغادر الشاعر الذي ولد عام 1941، في التاسع من أغسطس عام 2008، بعد غيبوبة، ووصية بأن لا يتركوه معلقاً في أجهزة الإنعاش، لترتدي فلسطين السواد 3 أيام حزناً عليه.
استقال من منظمة التحرير الفلسطينية التي دافع عنها سنيناً، ورفع الثقافة بارتفاع جبل “الكرمل”، ومدها أمام النخبة كبياض البحر المتوسط.
عرف أن الوطن باق، وأن كل الحالات طارئة، وكل الغرباء “مارون بين الكلمات العابرة”، ولن يبقوا بين حقول القمح.
أحب “سيدته” فلسطين كما فهم، من وجهة نظره فقط، ورحل وهو يترك الفلسطيني غير الفلسطيني الذي اعتقد، لينتقد السياسة والصراع الداخلي بكلمات معدودة، أنت الآن غيرك.
بعد عشر سنوات على الرحيل مازال الدرويش المحمود حاضراً في كل زوايا الشعر العربي، حمل اللغة إلى مرحلة جديدة، فجعل “كل ما قد يكون كان”، وترك الناس يتجادلون حول “شوارده”.