“داعمو لبنان” يدعون لتشكيل حكومة تُلبي تطلعات المحتجين
استضافت العاصمة الفرنسية باريس الأربعاء، اجتماعاً للمجموعة الدولية لدعم لبنان، شارك فيه ممثلون عن عدد من الدول إضافة للبنك الأوروبي والبنك الاستثماري الأوروبي وجامعة الدول العربية والبنك الدولي، علاوة على مشاركة لبنان في المناقشات.
وأقر المجتمعون بالحاجة الملحة لإقرار حزمة سياسات كبيرة موثوق بها وشاملة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية تعيد للبنان استقراره المالي، وتتناول أوجه القصور الهيكلية في نموذج الاقتصاد اللبناني.
وأكّدوا ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان ووحدة وأمن وسيادة واستقلال أراضيه الأمر الذي يتطلب تشكيلاً سريعاً لحكومة تملك القدرات والمصداقية اللازمة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية قادرة على تلبية تطلعات المحتجين والوصول بالبلاد إلى بر الأمان، مبتعدة عن التوترات والأزمات الإقليمية.
وأعرب أعضاء المجموعة الدولية عن استعدادهم لتقديم مساعدات بهدف ضمان حصول لبنان على السلع الأساسية.
اعتداء على متظاهرين
انتقد المتظاهرون في بيروت، هجوم عدد من العناصر الامنية عليهم بالضرب بـ”الاعتداء الوحشي الفاضح والبلطجي”، حيث وقع ذلك خلال مسيرة نفذوها ليل الثلاثاء أمام منازل وزراء ونواب في أرجاء المدينة، بينهم وزير الأشغال السابق غازي العريضي للاعتراض على سياسة وزارة الأشغال التي ساهمت بإغراق اللبنانيين بالأمطار خلال الأيام القليلة الماضية.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر عناصر أمن يقومون بتحطيم زجاج عدد من السيارات والضرب العشوائي للمواطنين قرب مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى تم نقلهم إلى المستشفيات، واعتبر حقوقيون أن الاعتداء من قبل العناصر الأمنية “فضيحة” موثقة للمنظومة الأمنية والسياسية اللبنانية التي تمارس القمع والعنف ضد المتظاهرين السلميين.
ودعا متظاهرون، خلال تظاهرات ليلية، للتحرك في جميع المناطق وملء الساحات دفاعا عن الحريات ورفضا لما أسموه تشبيح قوى المنظومة الأمنية، والوقوف صفا واحدا حتى تحقيق أهداف الثورة، وأقفل عدد منهم بعض الطرقات احتجاجا على توقيف محتجين، قبل إطلاق سراحهم لاحقا.
وتزامنا مع غياب أي مبادرة سياسية حقيقية بعد مضي 56 يوما من الاحتجاجات، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية، حث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اللبنانيين على تشكيل حكومة جديدة بسرعة أو المخاطرة بتفاقم الأزمة المالية لتهدد استقرار البلاد، وذلك قبل يوم من انعقاد مؤتمر للمجموعة الدولية لدعم لبنان تستضيفه فرنسا، وسيشكل دعوة واضحة ومباشرة للسلطات اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة من أجل تنفيذ الإصلاحات.