داعش مصارحاً الليبيين: قدراتي ضعيفة بينكم
218TV|خاص
“الحقيقة الثابتة” التي أمكن لليبيين التقاطها من مقطع الفيديو الذي أنتجه تنظيم داعش لما سماه “ولاية برقة” في ليبيا، هو أن التنظيم الذي روّع العالم بمقاطعه الدموية والإرهابية السابقة، والذي كان لديه القدرة على إسقاط مدن وجغرافية كبيرة في أيام وساعات قليلة، أصبح بعيداً عن “الصورة الانطباعية” التي ارتسمت عنه في ليبيا وخارج ليبيا، فمقطع “ولاية برقة” زالت عنه “الاحترافية السينيمائية”، ولم يُحْدِث مقطع الفيديو “أي أثر في ليبيا”، وهو ما دفع التنظيم إلى أن يُحاوِل بث “حلقة أخرى من الرعب” عبر نشر صور ضُبّاط عسكريين في الجيش الوطني قال منشور لمطبوعة تُدعى “النبأ” أنهم أصبحوا بعهدة داعش.
انتقال داعش إلى “أسلوب الخطف والعصابات” مؤشر قرأه الليبيون على نحو مختلف، بعد أن سُجّل لليبيا أنها أول من “لفظ داعش” في بنغازي أولا، ثم سرت، وقبل أيام قليلة درنة، إذ ضُيّقت المساحات أمامهم إلى درجة لم يعد معها بامكان عناصر داعش “المُتناثرين” سوى المُهاجمة بعنصرين أو ثلاثة على الأكثر لاختطاف ضُباط خارج أرض المعركة، ويقومون بجولة عادية في مدنهم ومناطقهم، إذ يحاول داعش الذي “أصبح أثراً بعد عين في ليبيا” اللجوء إلى مرحلة “أضعف الإجرام”، وهو يعكس “القدرة الحقيقية” بعيدا عن التضخيم الإعلامي، إذ أن ما لم يقله داعش في مقطع الفيديو، وفي خبر الاختطاف هو أنه ضعيف جدا بين الليبيين.
لا يعني “الوضع المستجد” أن داعش قد طُوِيت صفحته في ليبيا، إذ تبدو أساليب “الكر والفر”، عبر تنفيذ الاغتيالات والخطف والقنص العشوائي وسائل محتملة لـ”ترويع الليبيين”، وإذا ما تقرر داعشياً الانتقال إلى هذه المرحلة، فذلك يعني أن “مرحلة خطيرة” قد بدأت، وقد تشتد كلما اقترب الليبيون من “المصالحة”، و”الانتخابات”، علما أن خبراء أمنيون حول العالم على قناعة أن هزيمة مخطط داعش الجديد يكمن أولا في “استقرار سياسي وأمني”، وفي “وعي شعبي”، وفي “يقظة أمنية وعسكرية”، و”الحقيقة المُرّة” أن ليبيا لا تزال بعيدة عن هذه العوامل.