“داعش” في ليبيا.. هجمات جديدة ومخاوف قديمة
سلّطت مجلة “فورميكي” الإيطالية الضوء على عودة ظهور تنظيم “داعش” في ليبيا، من خلال شن هجمات للانتقام واستغلال المساحات ضمن سياق دقيق وفوضوي، مشيرة إلى أن الخطر يتمثل في مسألة أمن فزان الذي يمتد إلى السياق الإقليمي.
وقالت المجلة إن التنظيم أعلن، للمرة الثانية في 10 أيام، عن مسؤوليته عن هجوم بجنوب ليبيا، حيث قُتل نقيب الإثنين الماضي في سيارته بعد تفجير عبوة ناسفة، وبحسب ما تردد كان في جبال الهروج يقوم بدورية استطلاعية، للبحث عن أدلة على وجود خلية مسؤولة عن هجوم انتحاري في سبها يوم 6 يونيو.
وذكرت المجلة أن هجوم سبها، أثار ضجة كبيرة، حيث أدانته حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة.
وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يان كوبيش أن هذه الحادثة “تذكير قوي بأن ارتفاع معدل تحركات المجموعات المسلحة والإرهابيين، لا يؤدي إلا إلى زيادة مخاطر انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة”.
وأضاف كوبيش: “نكرر دعواتنا للحاجة الملحة لبدء عملية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا، من أجل تعزيز أمن الحدود والتصدي لخطر الإرهاب والأنشطة الإجرامية”.
وتطرقت مجلة “فورميكي” إلى هزيمة التنظيم المتطرف في ليبيا رسميًا في عام 2016، حين قضت قوات “البنيان المرصوص” بدعم أمريكي غربي، على “داعش” في مدينة سرت.
واعتبرت المجلة أن سرت كانت نقطة ساخنة مهمة للغاية لخلافة داعش، مضيفة أنه من المعروف أن خلايا مختلفة قد انتشرت بشكل رئيسي في جنوب البلاد.
لماذا الهجمات الآن؟
وأشارت المجلة أيضًا إلى هجمات عديدة في سبها في الأشهر الـ18 الماضية، خاصة محاولة التنظيم المتطرف استغلال الفوضى الأمنية للظهور من جديد.
ورجحت المجلة أن يكون تنظيم داعش شن آخر هجماته للانتقام لأمير داعش في ليبيا، أبو معاذ العراقي، الذي قُتل في سبها في سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن التنظيم ليس جديدا في البحث عن مساحات في مراحل دقيقة، وليبيا تمر بواحدة حالياً.
وأوضحت المجلة أن حكومة الوحدة الوطنية تجتهد لتحقيق استقرار حقيقي، فيما يشعر الليبيون بعدم الاستقرار على الرغم من أن وقف إطلاق النار سمح بتحسين الظروف المعيشية مقارنة بفترة الحرب.
وحذرت المجلة الإيطالية من أن الهجمات تعد تذكيرا بأن وجود التنظيم الزاحف لا يزال قوياً، وأنه قادر على إثارة القلق وتعطيل العملية الجارية، موضحة أن الخطر يكمن في انضمام أنشطة المنظمات إلى أنشطة الجماعات المتمردة مثل جبهة التغيير والوفاق التشادية المتمردة، التي تعمل في تشاد ولكنها تلجأ إلى جنوب ليبيا، وأن فصائل داعش الموجودة في النيجر ومناطق أخرى من الساحل ووسط أفريقيا تجد روابط بينها.