خمرة الحب*
ديفد تورمسن
ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي
أمر مفاجيء [للغرب] أن الخميني كان كاتبا غزير الإنتاج، يكتب تعليقات على القرآن والحديث كما على الشريعة الإسلامية والفلسفة والتصوف والشعر والأدب والسياسة. وعلى خلاف أدبيات الزعماء الشموليين الآخرين، فإن أعمال آية الله نادرا ما ترجمت. عقب الثورة الإسلامية نشر بعجل كتاب لين الغلاف عنون بـ”الكتاب الأخضر الصغير”: يحتوي أقوالا لآية الله الخميني.
وعلى أية حال بعد أن ترجم هذا الكتاب من الإيرانية [الفارسية] إلى الفرنسية ثم إلى الإنغليزية تقلص حجمه من أكثر من 1000 صفحة إلى 125 صفحة فقط.
وعلى غير المتوقع تتوفر فيه أقوال حول بعض إفرازات الجسد الإنساني ومنافذه، مضفيا لونا غير معهود على التفكير الرجعي لآية الله. بعد ذلك نُشر كتاب من قبل مؤلف أكثر تعاطفا سنة 1981 عنوانه “الإسلام والثورة”، أكد فيه مؤلفه على الذهنية الثورية الصادقة للخميني، مصرا على أن آيديولوجيته مستمدة من الإسلام التقليدي، أي الشريعة، والتراث الصوفي.
وما ليس معروفا كثيرا في الغرب هو ميل الإمام إلى كتابة الشعر الصوفي mystical وجمعُه ما كتب في مجموعة شعرية عنوانها “خمرة الحب Wine of Love”. ومن وجهة نظر الغرب، يبدو هذا الشعر بِدَعي heretical بشكل غريب، ولكن يبدو أيضا أنه جزء من تقليد قديم للشعر المكتوب بدافع الاتصال الشخصي العميق بالله. أحد الأمثلة ترجمة قصيدة للخميني نشرت في صحيفة إيرانية سنة 1989:
افتح باب الحانة، ودعنا نرتادها نهارا وليلا
لأنني ممتعض ومتعب من المسجد والدروس
لقد مزقت لباس الزهد والنفاق
وارتديت عباءة الشيخ المأخوذ بالحانة وصرت واعيا
بأن واعظ المدينة أزعجني كثيرا بمواعظه
حد أني لجأت إلى معونة أنفاس متهتك مشبع بالخمر
اتركني وحيدا كي أتذكر معبد الأوثان
أنا الذي أيقظتني يد وثن الحانة.
* جزء من مقال أطول للكاتب بعنوان “10 أعمال نثرية وشعرية لدكتاتوريين قساة”.