خلافات “الكبير” و “صنع الله” تعود إلى الواجهة من جديد
يعود الخلاف بين محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله من جديد للواجهة، لتبرز التصدعات التي تعيشها مؤسسات حكومة الوفاق السيادية والتي تبرز في الجهات ذات العلاقة بالأموال وإداراتها.
ورفع الكبير حدة الخلاف عندما وجه رسالة إلى صنع الله، أوضح فيها جملة من النقاط التي ضمنها في 13 بندا أبرزها أن إيرادات مبيعات النفط خلال الفترة ما بين أكتوبر الماضي وحتى منتصف نوفمبر سجلت 15 مليون دولارا تزامنا مع ارتفاع الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل، متهماً في الوقت ذاته مؤسسة النفط بأنها لم تودع إيرادات نفطية السنوات الماضية قدرها 3.2 مليار دولار، موضحا أن هذه القيمة كان يمكن الاستفادة منها وتغطية الطلب على النقد الأجنبي.
وقال محافظ المصرف في المراسلة التي تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل ولم يتسن لـ218 التأكد من صحتها -إذ لم يكشف عنها رسميا المصرف المركزي- بأنه تفاجأ من حجم مؤسسة النفط للإيرادات؛ الأمر الذي توقع الكبير أن يُحدث ربكة في الميزانية العامة، وشكك بيان مصرف ليبيا المركزي في المعلومات التي تصدر عن إدارة المؤسسة الوطنية، واصفا إياها بغير الصحيحة إذ لا تطابق فعليا الشحنات المصدرة، وأوضح المركزي بأن العجز التراكمي سجل مع حلول هذا العام 80 مليار دينار منذ عام 2013 فضلا عن مصروفات بلغت قيمتها 60 مليار دينار من الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني فيما بلغ العجز التراكمي في ميزان المدفوعات 52 مليار دينار.
ومن جهته وجه رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله كتابا إلى رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك تحدث فيه عن جملة ملاحظات تخص القطاع النفطي والتصرف في الأموال، إذ سجل صنع الله قلقه من تصرف إدارة مصرف ليبيا المركزي بوقف عملية سداد ناقلة الغاز “اكسبلولر” عقب نقل شحنتها من ميناء مجمع مليتة إلى ميناء الزويتينة، وسجل صنع الله عددا من الملاحظات خلال الأسبوع الماضي حول عمل إدارة المصرف المركزي الذي انتقدها بشكل حاد، مشيرا إلى أن الإيرادات النفطية الفعلية في الشهور العشرة الأولى من العام الحالي والمودعة لدى مصرف ليبيا المركزي بلغت 3.7 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل 5.2 مليار دينار ليبي وفق سعر الصرف الرسمي، وليس كما ورد ببيان المصرف المركزي.
ولا يعد هذا التراشق بالبيانات بين مؤسسة النفط ومصرف ليبيا المركزي الأول من نوعه، فقبل عام وفي نوفمبر من عام 2019 أظهرت مقاطع مسربة من داخل قاعة ملتقى المجلس الليبي البريطاني للأعمال الذي نظم في تونس حينها، ما بدا أنه صراع وتلاسن وهاجم الكبير صنع الله بشكل غير مباشر، متهما إياه بالتدخل في شؤون المصرف المركزي والتحدث فيما لا علاقة له به، خلال كلمته التي ألقاها في الملتقى، وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث دعاه لحل مشاكله مع الحكومة والبرلمان بعيدا عن “الفضفضة في المحافل الرسمية”، في صورة عكست ملامح انقسام وخلاف بين الطرفين.
وفي مقطع آخر منفصل، ظهر صنع الله وهو يختزل أزمة المنطقة الشرقية وسبب خلاف البرلمان مع المؤسسة في “العلفة”، مشيرا إلى أنها كانت السبب الأساسي في إغلاق موانئ النفط ووقف الإنتاج، ما يعني وبحسب تصريحات صنع الله، أن أزمة النفط في ليبيا سببها إغلاق المنطقة الشرقية.