خطة سلامة .. هل تسلم من العيوب؟
محمد حديد
وابتدأ المشوار، وبدأ الحوار، ولكن “ليس على غير عادته” فاللقاءات في تونس صارت من العادات التي تقلدتها الأزمة الليبية. خطة سلامة وعلى اختلافها “المليئ بالتفاؤل” عن خطط سابقيه، إلا أن مصيرها مرهون بسلامتها من العيوب الظاهرة والخفيّة.
يسدل الستار عن الخطوات الجديدة، وتمشي الحلول “انتشاء” نحو الأزمة، ترسمها خطوات مبعوث غوتيريش، وتُفتح أمامه الطريق بهذا اللقاء الذي ضم أعضاء من النواب وأعضاء من الاستشاري.
هكذا يصور المشهد الواقف بين الحقيقة والخيال. فأية حقيقة سترى في ملف ليبيا وأي خيال؟ هنا يسأل سائل، غير أن الإجابة رهنٌ بما تكتبه الوقائع.
الحقيقة هي أن تونس تستضيف اجتماعا بين لجنتين مشكلتين من مجلس النواب ومن المجلس الأعلى للدولة، جاؤوا ليحققوا ما خطط له “علناً” غسان سلامة مظهرين حسن النوايا، ولكن حدث شيء ما وظهرت “ربّما” مضغةٌ صغيرة في القلب لم يُعرف لونها، فقد تشكلت لجنة أخرى مهمتها متابعة ما يصدر عنها حرفا حرفا وكلمة كلمة.
أما الخيال فهو الحل الذي تبحث عنه ليبيا الأزمة، وليست ليبيا الفنادق، فما يحدث وراء حدود الدولة المستضيفة لهذا اللقاء، أمور فاقت الحد، وهموم تداعت على الواقفين في طوابير الألم والفاقدين لكرامة العيش التي لطالما انتظروها، وبقوا عالقين في مشوار طويل لما يكتمل بعد.