خروج وينترشال من ليبيا.. الأسباب والنتائج
تقرير | 218
وسط تصاعد حدة الصراع السياسي في ليبيا وتقييد إنتاج النفط، تستعد شركة النفط الألمانية الأقدم في ليبيا وينترشال للانسحاب بشكل كامل من ليبيا ساحبةً استثمارات بما يقارب ملياري دولار.
وذكرت صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية أن وينترشال واجهت عراقيل عديدة للعمل في ليبيا أبرزها كان الوضع الأمني والسياسي خاصة وأن الشركة تدير 8 حقول نفط في الصحراء وتشارك في حقل الجرف البحري في البحر الأبيض المتوسط.
وكان بإمكان الشركة أن تضخ 80 ألف برميل على الأقل يوميا، إلا أن خسائرها ارتفعت بشكل كبير في السنوات وبالرغم من شراكتها مع منافستها الألمانية “دي إيه” التي تمت في بداية العام الجاري إلا أنها باتت أمام خيارين إما الحد من خسائرها أو الانتقال إلى مواقع مختلفة في شمال أفريقيا.
وتعرضت وينترشال لمواجهة قوية من المؤسسة الوطنية للنفط في منتصف عام 2017 بعد أن اتهمتها بالسعي لإبرام عقد خاسر بالتواطؤ مع حكومة الوفاق ما سيترتب عليه إضاعة 900 مليون دولار، إلا أن الشركة تطالب المؤسسة الآن بتعويض خسائر الإنتاج بسبب الاضطرابات السياسية.
ونقلت قضية انسحاب الشركة إلى الحكومة الفيدرالية الألمانية حيث سيجتمع وزير الدولة للشؤون الاقتصادية هانز أولريش مع نائب رئيس شركة BASF ماريو ميرين المالكة لما قيمته 67 في المائة من وينترشال، فيما تطالب الشركة الحكومة بدعم أكبر في نزاعاتها مع المؤسسة الوطنية للنفط بسبب بعض البنود القانونية والمالية .
ويشكل انسحاب وينترشال خطوة صعبة لألمانيا التي تسعى لاحتضان مؤتمر دولي حول ليبيا لحل الأزمة السياسية، وبالتالي فإن نهاية أكبر مشاركة لشركة ألمانية في ليبيا ستأتي في وقت غير مناسب .