خديجة عبد القادر.. “ليبية في بلاد الانجليز”
218TV|رصد إخباري
كانت خديجة عبد القادر ليبية من نوع آخر، تجولت في بلاد العالم، وظل يشغل بالها ريف بلادها، ليكون محور حديثها وبحثها.
تتجول الـ”ليبية في بلاد الانجليز” تتعلم لغتهم، وتتقن إلى جانب ذلك اللغة الإيطالية، ولا تتوقف عن كتاباتها بلغتها الأم في الصحف والمجلات.
لا يشغلها الأدب والقصة عن الكتابة لمجتمعها، تجولت في صحف ومجلات ليبيا، لتشارك أيضاً في المجلات العربية وتنشر أعمالها، التي يتذكر الناس أشهرها “العشاء الأخير، وسلسلة مقالاتها “ليبية في بلاد الانجليز” التي ألفتها على 30 حلقة، ونشرتها في جريدة طرابلس الغرب.
طالبت “خديجة” بإنشاء معهد للمعلمات في طرابلس، كانت هي إحدى خريجاته، إلى جانب 27 طالبة أخرى أكملن مسيرتهن الدراسية عام 1954، وتخرجت خديجة لتصبح معلمة للصف السادس.
لاحقها شغف تطوير الريف لتصدر كتابها “المرأة والريف في ليبيا”، والذي كان رسالة تقدمت بها لنيل دبلوم “مركز التربية الأساسية في العالم العربي” بسرس الليان في القاهرة عام 1957.
ومما قالته: “ما أرجوه للريف والريفيين نشر الثقافة بأنواعها المختلفة بين المجتمع الريفي بما فيها العلمية والأدبية والزراعية والصحية والتربوية والفنية والاقتصادية حتى يكون الوعي الاجتماعي على مستوى عال فيعرف المواطن حقوقه وواجباته ويسهم في بناء بلاده”
باتخاذها التغيير منهجا ساهمت “خديجة عبد القادر” في تأسيس جمعية النهضة النسائية، التي أصدرت مجلة بعنوان “رسالة الجمعية”، مع عدد من الرائدات بينهن صالحة ظافر المدني، وعائشة زريق، وسعاد الحداد، ونجمية موسى أبو قصيعة، وحميدة العنيزي. كما نشرت محضر الاجتماع الأول لجمعية النهضة النسائية وأخبارا عن فرعها في بنغازي.
عاشت “الليبية” مع الشعب المصري تجربته وهو يواجه العدوان الثلاثي عام 1956 وارتدت البزة العسكرية وتدربت على حمل السلاح. وتقول عن هذه التجربة : “وجدتني ضمن الطابور الواقف، استلم بذلتي العسكرية وسلاحي، ومضيت في التدريب على الأسلحة الخفيفة المختلفة، وانقلب المركز من معهد علمي هادئ إلى ساحة نار يرتفع فيها كل صوت أجش بالأوامر العسكرية وتتجاوب فيها الطلقات النارية”. كان ذلك بعد فترة قصيرة على انضمامها لـ”قسم التدريب العالي لخريجي الجامعات” في “مركز تنمية المجتمع” في القاهرة.
تقول خديجة عبد القادر أن أخاها (الشاعر والحقوقي علي صدقي عبد القادر) كان أهم داعميها ومحفزيها على أعمالها.
تنثر أملها في مجتمع ريفي متطور فتتحدث قائلة: “ما أرجوه أن أرى المجتمع الريفي بالمدرسة وبالحقل وبالورشة آمنا من المرض والفقر مستغلا المخترعات العلمية الحديثة في عمله وأن أرى الأم المثالية والأب الصالح .. ما أرجوه هي المعرفة أولا والمعرفة أخيرا للمرأة في بيتها وللرجل في عمله وللناشئ في مدرسته”.