خبير أمريكي: حفتر واقعي وقادر على توحيد ليبيا
أكد الباحث في مركز المشروع الأميركي للدراسات، وخبير في السياسة الخارجية، مايكل روبن، أن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر يمتلك القدرة على إعادة توحيد ليبيا أكثر من أي طرف آخر يتواجد في الساحة حالياً.
وقال روبن في حديث عبر برنامج “US-L” الذي يُبث عبر شاشة “218NEWS” أن الأمم المتحدة تصرفت بتسرّع بعض الشيء، عندما منحت الشرعية لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.
وأشار إلى أن المشير خليفة حفتر يُعتبر أكثر واقعية من فائز السراج، ووطنيٌّ أكثر منه إسلاميا، لافتاً إلى أنه يعمل بالمثل القائل “لا تضع كل البيض في سلة واحدة” لهذا أقام علاقات بأطراف متعددة.
وتطرق مايكل إلى التقارب الروسي مع حفتر، قائلاً أنه يعتبر اعتراف بأن حفتر يقف ضد الاستخدام السيئ للدين وللآراء الراديكالية بطريقة تمنع العنفَ وعدم الاستقرار.
ونوه إلى أن روسيا لديها سياسة واقعية للغاية فيما يتعلق بتحليل التهديد الذي يمكن أن يشكله التطرف الإسلاموي عليها، مُؤكداً في ذات السياق أن لروسيا والولايات المتحدة معا مصلحةً في الترويج للرؤية التي يمثلها حفتر.
ولمّح الباحث الأمريكي إلى حصول القائد العام للجيش الوطني على ضوءاً أصفراً أمريكياً للتحرك نحو طرابلس أبريل الماضي، مُشيراً إلى أنه نادراً ما تعطي الولايات المتحدة أضواء خضراء لأحد، لكن حفتر تحصل على الأصفر في إشارة إلى أنه ربما يمكنه القيام بمحاولة باتجاه العاصمة.
وأضاف: “هناك إدراك، متزايد في الحكومة الأميركية، بأن المستقبل ربما يكون أقل إمكانية مع السراج، وأنه حتى إن لم يكن مع حفتر نفسه، فسيكون مع القوى التي يمثلها”.
وتابع قائلاً: ” الذين يقاتلون مع السراج قد لا يحبونه شخصيًا، هم ائتلاف فضفاض للغاية تكوّن من أجل القتال ضد الجيش الوطني. حكومة طرابلس تبدو أكثر ارتباطاً بالراديكالية وبالأيديولوجية الدولية، ولا تهتم بمصالح الليبيين الأساسية، ولهذا السبب يرى الناس حفتر كحل بديل”.
وعن علاقة حكومة الوفاق والسلطات التركية، قال روبن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرى في فائز السراج فرصة مناسبة ستُسهّل عليه القيام بأعمال تجارية، و فرصة للنجاح حيث فشل في مصر والسودان. أردوغان يرى في ليبيا ويرى في السراج فرصة للحصول للثراء على حساب الشعب الليبي”.
وأشار إلى أن أردوغان يُحاول الترويج لاستراتيجية إفريقيا أولا، وبالطبع ليبيا هي بوابة إفريقيا، مُبيّنناً أن تركيا تريد استخدام ليبيا كنقطة انطلاق لتعزيز أجندتها الأيديولوجية والصراع ضد السعودية.
وكشف خبير السياسة الخارجية عن عبور 90% من مقاتلي داعش الحدود بتواطؤ مع جهاز المخابرات التركية في مطار إسطنبول.
وحذر الخبير الأمريكي من الإخوان المسلمين، قائلاً أنهم يشكلون خطرًا ليس فقط على المنطقة نفسها، لكن على العالم الخارجي أيضاً، كونهم جماعة لا تؤمن بالتسامح، ويسخرون الدِّين في كثير من الأحيان لإخفاء الفساد السياسي والإرهاب والعدوان.
وأضاف: “الإخوان المسلمون، وأردوغان في تركيا والسراج في ليبيا كلهم يتصرفون كجبهة أيديولوجية متحدة ولديهم التمويل من قطر. وإذا كان الإخوان دكتاتوريين بالمطلق داخل أحزابهم، فكيف نتوقع منهم أن يكونوا ديمقراطيين خارجها”.
وحول مؤتمر برلين، قال مايكل روبن أنه بحاجة إلى الدعم لكن الذهاب إليه يجب ألا يكون بسذاجة، كون ما يجري على الطاولة في المؤتمرات يخالف ما يجري في الواقع على الأرض والتركيز لا يجب أن يكون على ما يحدث فوق طاولة الحوار الدبلوماسي بل ما يهم هو من يسيطر على الأرض، كما أبدى تخوفه من أن يكون لدى الألمان “رؤية ساذجة” للوضع على الأرض في ليبيا، حسب وصفه.
وحول الحرص المصري على استتباب الأمن في ليبيا ودعمها للجيش الوطني، قال الباحث الأمريكي أن مصر تدرك أنه لا يمكنها التضحية بأمنها القومي، وأمن ليبيا وتصديق أن الإسلاموية داخل ليبيا تعني البقاء ضمن حدود ليبيا.
وقال روبن أن الولايات المتحدة بدأت تدرك تمامًا المكانة المهمة لليبيا، وتدرك أيضاً أن نتيجة القتال الدائر الآن مهمة على الرغم من ملف الأزمة في ليبيا كان قد احتل موقعاً جانبياً في السياسة الأميركية لبعض الوقت.
وتابع: “لا ينبغي وضع الإيطاليين كقيادة رئيسة في مَهمّة ما بعد الحرب داخل ليبيا، لأن الإيطاليين لديهم إرث تاريخي مشين في ليبيا”.