خالد المشري منتشياً بالدرونز
عبدالوهاب قرينقو
لا يتوقف –أول قيادي إخواني ليبي يستقيل من فكرٍ أو حَركة!- عن إبهار الليبيين والكشف عن هويته الحقيقية كمؤجج محرض على القتل والقتال، لا كسياسي تستشيره البلاد ومعه عصبته في أعلى الدولة، إذا نُكبت بكارثة.
ولا كارثة في هذه البلاد سوى تغول الإخوان ومن دار في فلكهم وأراد استخدامهم كي يخفي دوافع مناطقية أو أيديولوجية من أجل الحكم والسيطرة والنهب أو بالعكس الحركة المشبوهة التي خرج من تحت جبتها جل الحركات المتطرفة والإرهابية، هي من يستخدم الجهويين والمناطقيين العنصريين ممارسي التفوق الوهمي على عموم الشعب الذي يحتقن نحو انفجار قريب.
بعد اعترافات من يُسمى بـ “رئيس المجلس الأعلى للدولة” المدعو خالد المشري بحصول الوفاق على طائرات بدون طيار وتفاؤله بالحسم في معركة ما يسميه طرد قوات الجيش الوطني وقائدها العام من العاصمة وترهونة وغريان- يعود كشخصية جدلية تتحول تدريجياً من العمل تحت قبة مجلس تشريعي، يُفترض أنه استشاري، إلى العمل كمُوقِد نار في ميدان القتال الليبي-الليبي، فالمشري يستيقظ عند كل بارقة أمل كلما غاب حاشراً رأسه تحت وسائد الخيبة، ليس في بلدة بير الغنم مسقط رأسه “العبقري”، بل في مكان أكثر راحة في عاصمة البلاد أو الجوار التونسي أو ملاذه التركي ومحجه الدائم إلى سلطانه أردوغان.
خالد المشري، يظهر مبتهجاً بحصول حكومة الوفاق على طائرات بدون طيار متباهياً متبجحاً بقوله: “نعم، لدينا طائرات بدون طيار،تحسنت قدرتنا الجوية” !!.. يا للتبجح السافر .
الإندبندت البريطانية التي نقلت اعترافات المشري وثقته المفرطة بالحسم بعد طائرات الدرونز لم تنس تذكير القراء بأنه عضو سابق في الفرع الليبي لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر الدول العربية الداعمة للجيش عدوًا أيديولوجيًا، وحسب الصحيفة أضاف المشري أن حكومته تركز على الدفاع عن العاصمة ومن ثم إخراج قوات الجيش من مدن جنوبي طرابلس كما يرى أو يحلم ويتمنى بقوله: “إذا طردناه من ترهونة وغريان، تكون الحرب قد انتهت، وسوف يخسر حفتر حتى في الشرق”، يتحدث المشري هذا كأن مليشيات الوفاق المدنية المسلحة، على مشارف قمينس، فياللعجب العجاب!!.
تكهنات من هنا وأخرى من هناك يصطادها المشري ليطلقها كلما نجح مع كتلة السراج/ باش آغا في إبرام صفقات السلاح من خزينة البلاد مُصرحاً بأن النصر حليفه على جيش البلاد!
المشري لم يجد غضاضة في أن يعترف أيضاً بالتعامل مع السوق السوداء غير القانونية لشراء الأسلحة بل واستبدالها بسلاح أفضل حسب قوله، مذكراً بأنه ممن فعلوا ذلك في ثورة فبراير 2011 – وربّما يكون قائدها غير المرئي أو “سوبرمانها” الخفي .. لا أحد سارقيها ومجيّريها لصالح طيور الظلام- .. وهنا اعتراف منه بأنه شريك لمن دمروا القدرات العسكرية للأمة الليبية بذريعة إسقاط نظام لم يقفوا ضده إلا ليحلوا مكانه ويعيدوا أخطاءه ذاتها .. وهنا درس لجميع من سكتوا على تنصيب هذا المشري رئيساً للمجلس الأعلى للدولة.
عَود على بدء، يلزم التنويه والتذكير بأن اعترافات المشري بحصول الوفاق على الدرونز يتعارض مع تصريح القوة الجوية في مصراتة بنفي إسقاط الجيش لطائرة بدون طيار قرب قاعدة الجفرة الجوية التي أكدت شعبة الإعلام الحربي للجيش الوطني إسقاطها وبالصور.
ختاماً .. لم يعد خافياً على أحد تحول المجلس الأعلى للدولة في ليبيا من جسم تشريعي استشاري إلى إحدى منصات الحرب وغرف عملياتها نحو تأجيجها .. وشيئاً فشيئاً يتحول “الإخونجي” المستقيل رئيسُ هذا الكيان إلى أمير حرب.