حكايات المهاجرين عن “الأهوال” في ليبيا .. مادة دسمة لصحافة الإثارة ولا حقائق مثبتة
الكثير من الروايات التي يحكيها المهاجرون غير الشرعيين بعد وصولهم جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، عقب مرورهم بالكثير من التجارب المؤلمة، تثبت أن الأوضاع الداخلية في عدد من المدن الليبية “خطيرة” بشكل لا يقبل الشك.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “infomigrants”، الجمعة 2 نوفمبر، أشار إلى أن العاملين في اتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وتحديدًا الموجودين بجزيرة لامبيدوسا الإيطالية، يصل إليهم يوميًا عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الدول الأفريقية، والذين واجهوا الموت يوميًا أكثر من مرة قبل أن يصلوا إلى وجهتهم الأخيرة.
وذكر التقرير، أن القصص التي تُروى لهم تتضمن الاختطاف والاغتصاب والاعتداءات على المهاجرين، من قِبل عصابات تهريب البشر والجماعات المسلحة المنتشرة في البلاد.
ونقل التقرير، تصريحات عدد من الضحايا من النساء والرجال الذين أكدوا تعرضهم للاعتداء عقب نجاح العصابات في إلقاء القبض عليهم، واحتجازهم قبل أن يتمكنوا من الهرب.
وتضمنت الروايات التي نقلها الموقع، قصة مهاجر أفريقي، جاء من إريتريا عبر الدول الأفريقية وصولا إلى ليبيا، حيث بوابته الأخيرة إلى الغرب، لكن لسوء حظه تمكنت جماعة مسلحة من إلقاء القبض عليه واحتجازه رهينة قبل أن يتصلوا بأهله لطلب فدية وصلت إلى 11 ألف دولار، ليتم الإفراج عنه ووضعه في قارب متجه لإيطاليا.
وتُعد ليبيا هي البوابة المفضلة لراغبي الهجرة، حيث يعتبرها الكثيرون بوابتهم للخروج إلى دول الاتحاد الأوروبي، وشهدت الدولة تدفق عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين خاصة عقب الأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011 عقب مقتل القذافي.
وكانت منظمة الهجرة، أعلنت في يوليو الماضي، أن 9 آلاف مهاجر غادروا ليبيا نحو بلدانهم الأصلية في إطار برنامج “العودة الطوعية”، وذكر منسق البرنامج أن عدد المهاجرين الذين استفادوا من هذه الخطة بلغ 8.938 مهاجرًا من نحو 30 جنسية آسيوية وأفريقية.
من جانب آخر وفي ذات السياق، فإن الإقبال الرهيب للمهاجرين على أن يتخذوا من ليبيا ممراً لهم إلى سواحل المتوسط، هو خير دليل عن أن بعض الروايات حول تعرض المهاجرين في ليبيا أو غيرها من دول شمال أفريقيا، للخطف والابتزاز والاغتصاب والسرقة هو من نسج وسائل إعلامية غربية تبحث عن الإثارة، وتسعى لتقمص دور الراعية لحقوق الإنسان، علها تحظى باهتمام المنظمات الدولية الداعمة للقضايا الإنسانية والتي عُرف عنها تقديم مبالغ مالية طائلة لمنتجي الأفلام الوثائقية والتقارير التلفزيونية لقصص من هذا النوع.
وما يزيد من التشكيك حول صحة هذه الروايات، امتلاك أسر المهاجرين عبر الصحراء مبالغ تصل إلى 11 ألف دولار حتى يتسنى لهم دفعها مقابل الإفراج عن أبنائهم المختطفين في ليبيا، الأمر الذي جعل هذه الروايات أقرب إلى قصص الأفلام المثيرة البعيدة عن الواقع.
تقارير تلفزيونية ولقاءات صحفية أعدتها قنوات وصحف غربية لم يكلّف من أعدها نفسه لجمع الأدلة والقرائن حول صحتها من عدمه، مكتفياً بروايات يتعمد أصحابها تقمص دور الضحية لاستدرار عطف الدول المستضيفة والمنظمات الأهلية فيها علّها تكون أول خطوة نحو الاستقرار في هذا البلد.