حزب ألماني صاعد يثير جدلا بشأن العلاقات مع إسرائيل
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية
بعد يوم واحد من تحول الحزب اليميني المتطرف “البديل لألمانيا (AfD)” إلى ثالث أكبر حزب في البوندستاغ، عادت العلاقات الإسرائيلية الألمانية والحياة اليهودية إلى عناوين الصحف في برلين. وتشير بعض التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين في الحزب إلى أنهم مهتمون بتهدئة مخاوف اليهود الألمان من صعود الحزب القومي والعنصري والذي يكره الأجانب، ولكنه في الوقت نفسه، ظهر بيان مثير للجدل حول كيفية نظر الحزب إلى طبيعة العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل.
فقد تطرق الكسندر جولاند، أحد قادة الحزب، إلى العلاقات الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل أمس، واعترض على السياسة المعلنة للمستشارة أنجيلا ميركل التي تعتبر وجود إسرائيل جزء من “منطق الدولة” (Staatsräson) في ألمانيا. وقال في مؤتمر صحافي عقده الحزب أمس “إذا كان وجود إسرائيل جزءا من ‘منطق الدولة الألمانية’ فعلينا أيضا أن نكون مستعدين لإرسال جنود ألمان للدفاع عن الدولة اليهودية”. وحسب أقواله، إذا كان الأمر كذلك، فإن المسألة “إشكالية” و “صعبة” بالنسبة له. “من الواضح أن وجود إسرائيل هو نقطة مهمة بالنسبة لنا، ولكن هل نجعلها ‘منطق الدولة’… هذا يبدو بسيطا جدا، ولكن في إسرائيل هناك حرب متواصلة. ومعنى ‘منطق الدولة’ هو أننا يجب أن نكون على استعداد حقا للتضحية بحياتنا من أجل دولة إسرائيل”.
وفي وقت لاحق، كرر أقواله في مقابلة مع “فرانكفورتر ألغيمين تسايتونج”، وأضاف بأن “المجتمع الألماني لا يفهم حقا ما يعنيه ذلك، أي أن الجنود الألمان سيحاربون ويموتون إلى جانب الجنود الإسرائيليين”.
وقد اتضح، أمس الأول، بأن “البديل لألمانيا” فاز بنسبة 12.6% من الأصوات في البرلمان. ومع نشر النتائج، سارعت التنظيمات والشخصيات اليهودية إلى شجب الحزب والإعراب عن تخوفها من ازدياد قوته. وهاجمت التنظيمات اليهودية الحزب بسبب تصريحات بعض أعضائه، المختلف عليها، كوصف تمثال الكارثة في برلين بتمثال العار، والقول أن ألمانيا يجب أن تحيي، أيضا، ذكرى الجنود الذين خدموا النظام النازي. وتطرق جولاند إلى ذلك، وقال إنه ليس هناك ما يجعل اليهود يتخوفون من حزبه، موضحا: “لا يوجد أي شيء في حزبنا، في برنامجنا، يثير قلق اليهود الذين يعيشون في المانيا”.
وقالت المستشارة ميركل، أمس، أنه لن يكون لحزب “البديل لألمانيا” أي تأثير على سياسة حكومتها القادمة. وأعلنت أنها ستجري مفاوضات ائتلافية مع عدة أحزاب في محاولة لتشكيل الحكومة القادمة. ومن أجل تحقيق الغالبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، سيكون على ميركل اختيار إحدى الإمكانيتين: الأولى تشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين، وهو ما يسمى في ألمانيا “تحالف جمايكا”، نسبة إلى ألوان أعلام الأحزاب الثلاثة (أسود، أخضر وأصفر) الشبيهة بألوان علم جمايكا.
وسيكون لهذه التركيبة تأثير على الخط الذي ستقوده ألمانيا خلال السنوات الأربع القادمة، ذلك أن الخضر سيركزون، بطبيعة الحال على شؤون البيئة، والليبراليين سيهتمون بالقطاع التجاري.
الإمكانية الثانية هي مواصلة “الائتلاف الكبير” بين ميركل والحزب الاشتراكي الديموقراطي، علما بأن قادة الاشتراكي الديموقراطي الذين تراجعت قوتهم في الانتخابات، كانوا قد أعلنوا من قبل أنهم سيرفضون مواصلة التحالف مع ميركل خلال السنوات الأربع المقبلة. إلا أن ميركل أعلنت أمس أنها تنوي إجراء اتصالات مع الحزب، بينما عاد رئيس الحزب مارتين شولتس إلى الإعلان بأنه يفضل الجلوس في المعارضة.