حراكا “بركان الغضب” و”23 أغسطس”.. الفرق بين الشعبي والمُسيّس
تقرير| 218
الفرق بين حراك 23 أغسطس وبركان الغضب ما بين السماء والأرض، من حيث الأهداف والشعارات والبواعث للخروج، فحراك 23 أغسطس هو حراك مدني شبابي عفوي رفع شعارات خدمية تنادي بتحسين الأوضاع المعيشية من أمن وكهرباء وماء وبنزين وغاز، حراك المتظاهرين قوبل بالترهيب والتخوين والاعتقال من قبل المسلحين التابعين لحكومة الوفاق ظناً منهم أنهم بذلك سيجهضون الحراك ويدفعون بالشباب إلى الاختباء والتراجع، لكن هذا المسعى لم يفلح وفشل فشلا ذريعاً.
أما متظاهرو البركان فهم مجموعة مرتبطة بمحاربين شاركوا بعمليات قتالية، بينما حراك 23 أغسطس أطلقته مجموعة اسمها “همة شباب”.
بعد ذلك، قررت مجموعة محسوبة على عملية بركان الغضب تنظيم نفسها للخروج إلى ميدان الشهداء ورفع شعاراتها الخاصة من أجل توظيف الحراك واحتوائه والانصهار داخله، وقد خرجت فجأة ثالث أيام المظاهرات وبعد خطاب رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.
شعارات بركان الغضب مثّلت اتجاها سياسيا مضادا للبرلمان في طبرق وضد إغلاق النفط وضد القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي، بينما شعارات “23 من أغسطس” لا تمثل أي اتجاه وهي ضد كل الاصطفافات شرقا وغربا وجنوبا.
ولم ترد في شعارات البركان أي من عبارات المعاناة ولا بيان يوضح مطالبهم، بينما حراك 23 أغسطس أصدر بيانا من 11 نقطة وتبرأ من كافة الانتماءات.
ولم يبد متظاهرو البركان أي مطلب بالانتخابات التي هي مطلب الليبيين على عكس حراك 23 أغسطس، وحظي حراك البركان بحماية أثناء المظاهرة ولم يُعتقل أي من متظاهريه فيما الاعتقالات طالت متظاهري 23 أغسطس وتم إطلاق النار عليهم في مناسبتين من قبل جهات أمنية تابعة لحكومة الوفاق التي وصفت الحراك بأعمال الشغب.
حراك 23 أغسطس طالب بإنهاء الحرب وسباق الموت ومتظاهرو بركان الغضب رفعوا شعارات سياسية موجهة.