حالة جديدة وتفاعل كبير بعد بيان حفتر
تقرير| 218
كأنه كرة ثلج تكبر مع الأيام وتزداد سُمكاً مع المواقف المعلنة، سواء المؤيدة أو المعارضة، وحتى المتسائلة، نقصد هنا ما أثير بعد بيان القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر والذي أعلن من خلاله قبول التفويض الشعبي وإعلان إسقاط الاتفاق السياسي، ومنذ اللحظة التي خرج فيها المشير حفتر في بيان متلفز بدأت ردود الفعل في الظهور.
وخلقت الردود المتسارعة حالة جديدة في ليبيا، بحسب مهتمين، وجعلت كل الأطياف وكل الفئات الشعبوية والنخبوية تتفاعل مع البيان وتتساءل حول دوافعه ومراميه وإمكانية تنفيذه بالنظر إلى الواقع، وبالنظر إلى التجاذبات في المواقف الدولية واختلاف الرؤى فيما بين الأقطاب الغربية.
وانقسمت الآراء وبحدة بعد بيان المشير حفتر، فهنالك شرائح أعلنت ابتهاجها بقبول التفويض وإسقاط الاتفاق السياسي، وأخرى اعتبرت البيان سيراً في درب الانقلابات وتكريساً لما يسمونه إجهاض الديمقراطية الوليدة في ليبيا، ووأداً للدولة المدنية التي تحبو، هذه الآراء ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي، والقنوات المرئية والمسموعة.
ولم يقتصر التفاعل مع البيان وطرح الأسئلة بشأنه فقط على الشرائح المجتمعية في الداخل الليبي، بل سارعت كثير من الدول عبر أدواتها الدبلوماسية إلى التعبير عن مواقفها من البيان.
في كل الأحوال وبعيداً عن النتائج التي ما تزال في علم الغيب، خلق بيان القائد العام حالة جديدة من حيث التفاعل، فإعلان إسقاط الاتفاق السياسي ليس بالأمر الهين، خصوصاً مع الاعتراف الدولي به، وإصرار كثير من الدول على اعتباره المظلة السياسية الجامعة لليبيين في هذه الفترة، رغم ما يحيط به من نكسات وخيبات وقصور في التنفيذ وعدم التزام بالمواد المشرعة والنصوص المنظمة للعمل والمدد الزمنية.