حادثة الشقعابي مؤشر لتغلغل الإرهاب في طرابلس
218 | تقرير
عندما كان الجيش الوطني يقاتل جماعات متشددة وإرهابية في مدينة بنغازي كانت هنالك فصائل سياسية ومسلحة تنفي عن بنغازي الإرهاب، وعن الجماعات التي يقاتلها الجيش، بل ذهبوا أبعد من ذلك حين كانوا يصفون عملية الكرامة بالانقلاب على الثورة، والنيل من الثوار الخُلَّص .
وتأتي اليوم حادثة الشقعابي بكل ما تحمله من تفاصيل سردها بنفسه في فيديو من نصف ساعة تحدث فيه عن فساد مستشرٍ وبالأسماء، لكن ما هو محل نظر الصفة التي لأجلها تم القبض عليه، فالشقعابي تحول من ثائر يذود عن فبراير إلى منسق بين داعش وأنصار الشريعة في بنغازي، وهنا يأتي الاعتراف الضمني من خلال سلوك داخلية الوفاق وفتحي بشاغا الذي اعترف بهذه الخطوة أن ثمة جماعات إرهابية كانت في بنغازي، في اعتراف سلوكي لم يكن أحد ليجرؤ على قوله أو التصريح به في وسائل الإعلام .
وكان الشقعابي المقبوض عليه بتهمة الإرهاب منتمياً لدرع ليبيا واحد وقريباً من آمره وسام بن حميد الذي قضى في معارك بنغازي، كما أنه بحالة القبض هذه قد تحول إلى ظاهرة أو حالة تستحق التمعن؛ لأن في طياتها اعترافات كثيرة تمنح مسوغات للحرب التي أطلقها الجيش في بنغازي مضطراً بعد أن استشرى الإرهاب وتفشت الجماعات المتشددة أمام صمت من الكتائب الأخرى التي ظلت رافعة لشعارات فبراير وناكرة لوجود الإرهاب.