جونز تشهد (1): دبي البحر المتوسط “المُنْتظرة ليبياً.. لم تأت
218TV.net ترجمة خاصة
تبدأ جلسة الاستماع التي أقامتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي للسفيرة السابقة لدى ليبيا ديبورا جونز، وهي جلسة ترجمتها قناة (218) خصيصا إلى المشاهد الليبي، ببيان افتتاحي للجنة ألقاه رئيس اللجنة، ورئيس الجلسة السيناتور بوب كوركر، الذي استمهل شهادة جونز من أجل الاستماع إلى مداخلة من السيناتور بن كاردين.
بوب كوركر-رئيس اللجنة
يبدأ كوركر الجلسة بالقول: ستتناول جلسة الاستماع اليوم الأزمة في ليبيا، أودّ أن أشكر شاهديْنا لوقوفهم اليوم بين يدي اللجنة من أجل الحديث عن هذه القضية المهمة، للأسف بعد ستّ سنوات من تدخّل “الناتو” ما تزال ليبيا على حافّة حرب أهلية، كالعديد من دول الجوار، فشلت ليبيا في التحوّل إلى دولة مستقرة ديمقراطية تمثيلية كما تأمّل المواطنون بعد الربيع العربي.. ما يدعو للأسف أنّ الشعب الليبي دفع ثمن ذلك، فقد قوّض اقتتال المليشيات الأمن الداخلي وأضعف المؤسسات الحكومية ودمّر الاقتصاد. كما انّها باتت تُشكّل خطرًا لا يُستهان به على الولايات المتحدة وحلفائها.
ويتابع رئيس اللجنة: استقطبت هذه البيئة جماعات إرهابية مثل داعش، حيث قادت مكاسب هذه الجماعة إلى عمليات عسكرية أميركية داعمة في السنة الماضية في أماكن مثل سرت، ورغم نجاحنا هناك، ماتزال الظروف التي سمحت بازدهار الإرهابيين قائمة. باعتقادي أن العديد متفقون على أنّ الاتفاقية السياسية الليبية بحاجة إلى تعديل، فالحكومة الحالية تفتقر إلى النفوذ لفرض السيطرة على الدولة بأكملها..لكن هذه البداية! إن لم تخضع المجموعات المختلفة من المليشيات إلى نوع من السيطرة السياسية المركزية، لن تتمكّن أي حكومة من تقديم الخدمات الأساسية عبر البلاد.
ويتابع كوركر بالقول: إلى أن يحدث ذلك، ستواجه ليبيا تحديّات كبيرة في سبيل إصلاح المؤسسات الحكومية الضعيفة وإنعاش الاقتصاد المتهاوي..نحن الآن في نقاش، ولدينا شاهدان ليحدّثانا عن آرائهما عن الأزمة، وما علينا فعله حتى نصل إلى حلّ سلمي، نحن مهتمون بسماع آرائكما حول ما يجب على الولايات المتحدة فعله لتساعد في تحقيق هذه الأهداف وما الذي علينا توقّعه في حال تمكّنت جماعة مثل داعش أو أية جماعة أخرى من الحصول على موطئ قدم في ليبيا ثانية. نشكر وجودكم هنا ثانية.
السيناتور بن كاردين
إحدى القضايا التي تناولناها مع أصدقائنا من أوروبا وأصدقائنا في أفريقيا والشرق الأوسط هي كيف سيكون شكل التدخّل الأميركي؟ هل ستكون أميركا قوة للقيم التي نقف لأجلها والتعامل مع التحدّيات العالمية؟ وأثر هذا على أصدقائنا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا..وبدأت الحديث عن هذا لأنّي مع حقيقة أنّ على الولايات المتحدة أن تتدخّل فمن مصالحها للأمن الدولي أن تكون هناك حكومة تمثيلية في دولة مثل ليبيا، تمثّل كل أطياف الشعب، لأنّه عندما لا يكون هناك حكومة تمثيلية، سينتج عنه فراغ وهذا الفراغ ستملؤه داعش، كما رأينا في شمال أفريقيا، وستملؤه روسيا، كما نرى تدخّل روسيا في ليبيا وهو غير مفيد.
ويتابع بن كاردين: ندرك أن من مصلحة أميركا للأمن القومي أن تتدخّل .. لذلك، وحيث أنّ لدينا لجنة خاصّة من الشهود وإدارة ترامب لم تعين بعد أشخاص في بعض المناصب المهمة، وما تزال الأمور غير واضحة بخصوص سياستنا اتجاه ليبيا…لقد خاب أملي من لقاء الرئيس مع رئيس وزراء إيطاليا حيث قال ترامب ما معناه أنّه ليس لدينا دور في ليبيا…أعتقد أنّ لدينا دور في ليبيا، وهذه الجلسة ما هي إلّا إشارة مهمة من مجلس الشيوخ بأنّه يتوقّع دورًا للولايات المتحدة.
ويشير بن كاردين: أودّ أن أُشدد على أهمية حكومة تمثيلية تشمل الجميع، وعلى أنّه لا مكان للحلّ العسكري، وقد رأينا هذا تكرارًا في عدة دول في المنطقة.. لذا لا مكان لأي حل عسكري في ليبيا..نحتاج إلى حكومة تمثّل كافّة الفرقاء… وقد رأينا –وكما أشار الرئيس- أنّا تمكّنا بقيادة حكومة الوفاق الوطني من إحراز تقدّم في سرت وهذا مهم! كما رأينا كيف تسبب تدخّل رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب الجنرال حفتر في شرق ليبيا بكل أنواع المشاكل التي تُعيق القيادة المدنية للدولة، كما يساهم في أنشطة-برأيي- تُثير قلقًا حول انتهاك حقوق الإنسان وجرائم حرب.
وبحسب السيناتور بن كاردين: لذا هناك دورٌ نقوم به، وإذا قمنا به على نحو صائب، لن يكون هناك حكومة تمثيلية فحسب، بل وإدارة لموارد النفط بحيث ينتفع الشعب الليبي بأجمعه… وتؤدي إلى اقتصاد متنامٍ و مستوىً معيشيٍ متنامٍ.. وهذا هدفنا. .. باعتقادي أنّ هذه الجلسة تُشكل جزءًا مهمًا لإشراف أعضاء مجلس الشيوخ وتأكيد مسؤوليتنا، لذا أتطلّع لسماع الشاهديْن.
الرئيس كروكر: شكرًا جزيلًا على هذه الشروحات، سأتحوّل الآن إلى شاهديْنا، الشاهد الأول هو الدكتور فريدريك وايري، زميل كبير في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، شكرًا جزيلًا لوجودك هنا سيدي. والشاهد الثاني، سعادة ديبورا جونز، سفيرتنا في ليبيا منذ عام 2013 وحتى 2015، شكرًا لمشكاركتنا خبرتك ومعرفتك
تنتقل اللجنة إلى مداخلة فريديرك وايري والدكتور فريدريك وايري- زميل كبير في برنامج الشرق الأوسط، مؤسسة “كارنيغي” للسلام الدولي- واشنطن.
يبدأ فريدريك وايري بالقول: شكرًا الرئيس كروكر، العضو المرموق كاردين و أعضاء اللجنة، من دواعي سروري وجودي معكم اليوم للحديث عن الأزمة الليبية وطريق التقدّم إلى الأمام في السياسة الأميركية..كما أنه لفخر لي انضمامي لأعضاء تحليل المخاطر. بالنسبة للأشخاص الذين يتابعون ليبيا منذ اندلاع الثورة، يمكنهم تفسير هول ما يرونه..فالمجلس الرئاسي الذي تدعمه الأمم المتحدة فشل في شؤون الحوكمة الأساسية، وغير قادر على تأسيس نفسه ويُغذي المليشيات، وهو مسؤول عن الشلل الداخلي. الأهم من ذلك، ما يواجهه المجلس من تحديات تهدد وجوده من خصمه في الشرق بقيادة الجنرال خليفة حفتر على نحوٍ متزايد. وما يزال البرلمان الموالي لحفتر يرفض منح الثقة للمجلس الرئاسي، حيث أن رفضه قائم على قضية السيطرة على القوات العسكرية الليبية. في هذه الأثناء، تنزلق الدولة في دمار سياسي، وتدفق المهاجرين من شواطئ ليبيا وعبر صحرائها لم يتوقّف، والمليشيات الجهادية سواءً كانت داعش أو القاعدة أو أي نوع جديد ما تزال قادرة على تثبيت جذورها ، لذا فهذا الخطر الوشيك- سيدي الرئيس- يحتاج إلى تدخل فوري من الولايات المتحدة. على المستوى الأساسي.
وبجسب وايري: يترتب على الولايات المتحدة التزامان : أولًا، منع تسرّب أي نشاط إرهابي، ثانيًا دعم تشكيل حكومة تشمل الجميع وتمثيلية ومستقرة. أمّا على جبهة الحرب على الإرهاب، فقد حرمت الحملة بقيادة ليبية في سرت داعش من أي منطقة سيطرة حقيقية. يُقدّر عدد مقاتلي داعش المتبقين بحوالي بضعة مئات يتجمّعون حاليًا في الوسط والغرب والجنوب ليحاولوا شنّ هجمة كبيرة ليُظهروا استمرار فعاليتهم. أكثر ما صدمني أثناء زيارتي العام الماضي لمناطق ليبية تأثّرت بوجود الجهاديين سواءً سرت أو بنغازي أو الغرب، أنّ أي جذب للمليشيات الإسلامية مبني على صفقة من نوعٍ ما، إذ أنّه ناتج عن ضعف الحوكمة، وهذه نقطة في غاية الأهمية فيما يتعلّق بنهج أوسع للتخلّص من أي ملاذ آمن للجهاديين ، تبرز هنا أهمية الاستراتيجية غير العسكرية، القائمة على تعزيز التنمية الاقتصادية، والحكومات البلدية و التعليم والمجتمع المدني..فجميعها مساعدات ثانوية فاعلة لأدوات محاربة الإرهاب.
يتابع وايري بالقول: أمّا الجهود الرامية إلى تحديد شركاء ليبيين ومساعدتهم لهزيمة الإرهاب، فعلى الولايات المتحدة أن تواصل عملها بحذر في ظلّ غياب جيش عسكري حقيقي متماسك. فمساعدة أميركا لمجموعة عسكرية معيّنة من شأنّه أن يُخلّ بموازين القوى ويؤدي إلى نشوب صراع أكبر بين الفرقاء. حتى نُحرز تقدّمًا إلى الأمام، يجب أن يقتصر دعم الولايات المتحدة على القوى التي تُسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا، وهذا الدعم يجب أن يكون محدودًا ومقتصرًا على مواجهة تهديد معين. أمّا الأمر الثاني، وهو التدخّل الأميركي الدبلوماسي، فإنّه ضروري لتشكيل حكومة جديدة، بحيث يكون الحوار الليبي بدعم من الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين والدول الإقليمية نقطة بداية..يجب أن يكون الهدف من المحادثات تعديل الاتفاق السياسي عام ألفين وخمسة عشر خاصةً ما يتعلّق بتشكيلة المجلس الرئاسي.
يقول وايري أيضا: يجب أن تركّز المحادثات الجديدة على مساريْن اثنين غابا عن الاتفاق أولاً، أن تشمل قادة المجموعات المسلّحة، الذين يترتب عليهم الاتفاق على خارطة طريق لتشكيل جيش عسكري على مستوى الوطن، وهنا على الولايات المتحدة أنّ تؤكد على الخطوط الحمراء حول سيطرة قيادة مدنية منتخبة على الجيش. وفي هذا الصدد، يجب أخذ مقترحات المجموعات العسكرية والمجلس الرئاسي على أنّها وصفات من شأنها تحقيق استقرار دائم. أمّا بالنسبة لمعظم الليبيين، فهي تسير على خلاف القيم التي قامت عليها ثورة عام ألفين وأحد عشر. ثانيًا، يجب أن تضع المحادثات آلية لتوزيع شفاف لعوائد النفط خاصة للسلطات البلدية، علمًا أنّ إحدى هذه الاتفاقيات موجودة، ويجب على الولايات المتحدة وحلفائها المساعدة على نشوء أي حكومة كانت وعدم الاكتفاء بالحرب على الإرهاب. نظرًا للبناء المؤسساتي السابق في الحكم الدكتاتوري، ما يزال المواطنون الليبيون المورد الأعظم، لذا لا بدّ من أن توفّر الولايات المتحدة طاقاتها للمشاركة المباشرة مع الشعب الليبي.
يلفت وايري إلى أنه أثناء تنقُّله في ليبيا في السنوات الماضية، تأكّد له أن الوضع ميؤوس منه. نعم تلّقت داعش ضربة قاضية، غير أنّ جزءاً كبيراً من الفضل في ذلك يعود إلى الليبيين الشجعان.ّ لكن ليبيا الآن أكثر استقطابًا من ذي قبل، والفراغ المتنامي من شأنه أن يؤدي إلى التشدّد مستقبلًا . لذا حان الوقت للقيادة الأميركية أن تصلح الأمور، وتحرس المصالح الأميركية وتساعد البلاد على تحقيق الوعود المبكرة للثورة. شكرًا لإتاحة الفرصة لي للحديث هنا اليوم.
ديبورا جونز
تبدأ السفيرة جونز شهادتها بالقول: السيد الرئيس كوركر، العضو المرموق كاردين، أعضاء اللجنة الكرام
إنّه من دواعي الفخر الوقوف أمامكم للحديث عن هذه القضية المهمة والمرهقة، وأنا مسرورة لوجودي بين زملائي الذين يمثّلون سلطة صادقة وأصوات مخلصة للقضية الليبية.. من الواضح أنّ ليبيا تتخبّط قد يئست وأرهقها صنّاع السياسة والدبلوماسيون على حدّ سواء بمقاومتها العنيدة للحسابات السياسية “الواضحة” المتعلّقة بمليون ومائتي ألف برميل نفط يوميًا وحوالي ستة ملايين مواطن. مأخوذًا بنشوة الثورة، ظنّ البعض واهمًا أنّ ما سيحدث سيكون مماثلًا للأسطورة الأغريقية حيث وُلدت أثينا من رأس زيوس- وبهذا ستظهر “دبي البحر الأبيض المتوسط” عقب إسقاط القذّافي.
تؤكد جونز: بعد فوات الأوان بدا تفكيرًا حكيمًا، وكأنّ الأرض الليبية كانت نوعًا ما صفحة بيضاء ، فليبيا لديها تاريخ كباقي الأماكن، لكنّه تاريخ من التشرذّم، بدأ قبل مجيء القذافي. ما أقوله كثيرًا هو أنّ القذافي غير مسؤول عن هذا التشرذّم، لكنه استغله بلا شكّ باستخدام الثروة النفطية لمصالحه، كما أنّه من المهم أن نذكر أنّه أزاح الملك إدريس دون أن يطلق رصاصة واحدة …عند مجيئه استخدم الثروة النفطية كما يفعل زعيم عصابة إجرامية للغصب والرشوة ليحكم قبضته على السلطة.. …أمّا الوضع البائس للبلاد ، في الحقيقة لطالما كانت ليبيا وكما قال يوليوس عن بلاد الغال، مقسّمة إلى ثلاث مناطق منفصلة: برقة وطرابلس وفزّان لكلٍّ منها خلفية تاريخية وسياسية منفصلة ويفسّر لنا هذا التأثير المختلف الذي يقوم به الشركاء الدوليون في هذه المناطق.
تتابع جونز شهادتها بالقول: عندما مات القذافي، أصبحت ليبيا مافيا دون زعيم..وهذا هو التحدي الذي نواجهه الآن، ذهب القذّافي لكن إرثه ما يزال باقٍ، إنّ إدراك هذه الخلفية أمرٌ ضروري لفهم الانقسام العميق والتضادات السياسية التي تبعت الثورة، والتي لم أحتج الكثير من الوقت لأدرك بعد أن وصلت طرابلس في يونيو من عام ألفين وثلاثة عشر أنّها لم تنتهِ ولم تُحقّق مقاصدها. بالرغم من الانتخابات البرلمانية المرغوبة بشدة في يوليو من عام ألفين واثني عشر، لكن هذا لم يُفض إلى تشكيل حكومة فاعلة…. لا أريد أن أكرّر ما قلته، قدّمت لكم ملاحظات مطوّلة عن خلفية الأمر والتي آمل أن يطلّع الناس عليها..لأنّ فيها رواية مختلفة قليلًا.. يصف العديد الانقسام في ليبيا على أنّه بين ما وصفه البعض “وطني” مقابل “إسلاموي”. ويرى الآخرون (بما فيهم أنا) وأعتقد أن دكتور وايري قد يوافقني الرأي.. أن الوضع لم يختلف عمّا كان عليه الأمر من قبل، بعض المؤيدين للقذافي مقابل “ثوريين ديمقراطين” ، بعض الإسلاميين ، وفي كلا الطرفين كان هناك هامش من التطرّف الأيديولوجي.
تقول جونز: كشفت الثورة عن الوطنيين الحقيقيين (حيث أن عددًا كبيرًا منهم تعلّموا في الولايات المتحدة وأماكن أخرى في الغرب) و عن بعض الدعاة الذين لا يبدون أي خجل – و عن عدد من التابعين – الذين وصفهم الدكتور وايري على أنّهم – انتهازيون الذين أدى خلطهم بين السياسة والمادة إلى عدم وضوح الرؤية. ..لن أتحدّث مطوًلًا، فالحديث يطول، لكني أتفق مع الدكتور فريد … وبمرور الوقت أثناء وجودنا على الأرض والمراقبة عن كثب، والعمل على دفع المصالح المشتركة، بدا واضحًا أنّه عند العمل في المناطق التي لم تتأثر بالإرث الوطني أو العمل لصالح إحدى الأطراف العسكرية، كنّا قادرين على تحقيق بعض الأمور. لكن على صعيد آخر، انهارت الجهود الرامية إلى تدريب قوات نخبة خاصة استجابةً لمطالبات رئيس الوزراء آنذاك “علي زيدان” في أبريل من عام ألفين وثلاثة عشر من قادة دول مجموعة السبع مساعدته في بناء قوات خدمات عامة، حيث يعود السبب في ذلك -إلى حد كبير- إلى التنافس وعدم الانضباط الليبي والافتقار إلى قيادة ونظام سيطرة موحّدين.
ترجمة خاصة بقناة (218). رهيفة محمود
“يتبع في الحلقة المقبلة”