جامع أوجلة في استغاثةٍ أخيرة
عبدالوهاب قرينقو
أوجلة إحدى مدن الواحات الشرقية التي تربض بين اجدابيا وتازربو وسط الصحراء الليبية تتحلى بجمال نخيلها الباسق ومعمارها العتيق، كان لها مكانة في التاريخ الإسلامي في ليبيا وعموم الشمال الإفريقي ..
ولعل جامعها الشهير صار من معالم ليبيا التاريخية والأثرية، يزوره المهتمون بالموروث والتاريخ من كل حدب وصوب ..
هذا الجامع التاريخي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نظرة جادة واهتمام مضاعف، فقد شهد الجامع قبل أيام انهيار حاد في سقف إحدى غرفه ما يُنذِرُبضياع هذا المعلم الأثري وما دفع أهل أوجلة إلى إطلاق استغاثة للجهات المسؤولة لانقاذ الجامع الذي صار من العلامات الفارقة للسياحة الثقافية في البلاد .
حسب اللوحة الرخامية المثبتة على حائط جامع أوجلة ذائع الصيت فإن مراقبة آثار بنغازي دخلت في مشروع ترميمه لعامين في ثمانينيات القرن الماضي (1982 – 1984) لكن الترميم غير الصيانة التي تحافظ على ما تم ترميمه، فسقف إحدى الغرف سقط بطينه وجريده وجذوع نخله والكرانيف، تلك المواد الأولية التي اعتاد أهلنا في كل واحات الصحراء الكبرى اعتمادها في كل معمارهم الأثير .
أعمال الصيانة الدورية لهذا المعلم المهم تواصلت منذ منتصف الثمانينيات إلى أن توقفت سنة 1994 ما أدى اليوم إلى بداية الانهيار ما قد يدفع القيمين على الجامع إلى اقفاله حفاظاً على السلامة العامة ولهم الحق في ذلك .
أعمال الصيانة اقتصرت على الامكانيات المحدودة لمكتب آثار الواحات وجمعية أوجلة المهتمة بالتراث و بالمجهودات الذاتية من المهتمين. ولكن هذا لا يكفي فلمثل هذه الأشغال الفنية ينبغي تحركٌ على مستويات أعلى ذات امكانيات وقدرة على الصرف. فهذا معلمٌ ديني وتاريخي وسياحي من معالم عموم الوطن لا يخص أوجلة أو منطقة الواحات فحسب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ