“ثلاثي سياسي محترف” يستعد لـ”الانقلاب” على أردوغان
218TV|خاص
منذ صيف عام 2016 يُشكّل شهر يوليو “كابوسا سياسيا” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد محاولة انقلاب عسكري أخفقت في اللحظات الأخيرة، لكن شهر يوليو المقبل قد يضيف للكابوس السياسي، “صداعا سياسيا عنيفا”، إذ تستعد ثلاث شخصيات “عميقة ومؤثرة” في مشهد صعود أردوغان قبل نحو عقدين إلى الواجهة السياسية، إذ يتردد داخل الأوساط التركية أن الرئيس التركي السابق عبدالله غل قد أبلغ أردوغان وقيادات رفيعة داخل حزب العدالة والتنمية أنه يستعد لإطلاق حزب سياسي جديد، في ما بدا أنه “أول انشقاق مؤثر” حول أردوغان الذي راكم صلاحياته الدستورية، وهمّش “أسماء ثقيلة” داخل الحزب لصالح “واجهات عائلية”.
لا يُنْظَر إلى عبدالله غل على أنه “اسم عابر” في العقود الثلاثة الأخيرة، فهو يُعدُّ السلّمَ السياسي الذي استغله أردوغان في الصعود إلى واجهة السياسة التركية، وقد أظهر غل تضحيات سياسية عميقة لصالح أردوغان في آخر عشر سنوات، لكن غل الذي لا يرضيه الحال الذي وصل إليه الحزب الذي أسهم في صنعه وصعوده بدأ يرفع صوته في رفض العديد من سياسات أردوغان، قبل أن يصل إلى المرحلة الحاسمة، ويُفكر في “وقوع الطلاق” “البائن سياسيا بينونة كبرى” مع أردوغان، والذهاب إلى حزب سياسي جديد.
“الخبر الصاعقة” لأردوغان أن غل لن ينشق وحيدا، إذ سيأخذ معه وزير الخارجية السابق علي باباجان، وهو المفكر السياسي الذي أمّن للحكم في تركيا نظرية “صفر خصوم”، وهي الاستراتيجية التي أعادت لتركيا موقعها المهم والمؤثر في جوارها العربي والأوروبي، لكن باباجان نفسه فوجئ بمشهد معاكس تماما، فـ”تركيا أردوغان” تتمتع اليوم بـ”صفر أصدقاء”، بسبب سياسات خاطئة يقول كثيرون داخل حزب العدالة والتنمية أنها قادت إلى مجموعة من الانتكاسات للحزب، وفي مقدمتها خسارة بلدية إسطنبول، والتي تعتبر مسألة “حياة أو موت” لأردوغان ولحزبه.
مصائب أردوغان لا تأتي فرادى، فرغم أن غل وباباجان قررا إطلاق حزب سياسي جديد الأسبوع المقبل، من دون الكشف عن اسمه، فإن أردوغان يستعد لـ”انشقاق جديد” سيكون أكثر عمقا وتأثيرا، فـ”البروفيسور” الذي يحظى باحترام وتقدير قيادات الصف الأول في حزب أردوغان يستعد للقفز من سفينة أردوغان، فأحمد داوود أوغلو يستعد هو الآخر بـ”حكمته ودهائه” للرحيل عن حزب العدالة والتنمية الذي ظل حتى قبل أشهر قليلة “اسما لامعا ومؤثرا” فيه، إذ انسحب “البروفيسور” قبل نحو عامين من جوار أردوغان، بعد أن وجه الأول للثاني سلسلة من الانتقادات ظهر خلالها أحمد داوود، وهو رافض تماما لفكرة التعديلات الدستورية التي اعتبرها أحمد داوود مساسا بجوهر النظام السياسي في تركيا، والتي سيكون لها –بحسب انتقادات سابقة للبروفيسور “ضربات موجعة” لتركيا والحزب.
لم يتأخر “صدى تحذيرات البروفيسور”، إذ سرعان ما نال الاستفتاء على التعديلات الدستورية “رفض نصف الأتراك”، قبل أن تأتي الانتخابات البرلمانية ليكتشف أردوغان أن “نصف الأتراك” لم يكونوا معه، وهو ما تكرر مع أول انتخابات رئاسية أجراها أردوغان بعد التعديلات الدستورية، إذ قال “نصف الأتراك” لا لأردوغان أيضا، لكن “الطامة الكبرى” أن أردوغان قد خسر العاصمتين “أنقرة وإسطنبول” في أول انتخابات بلدية تجري في تركيا بعد التعديلات الدستورية، وحينما حاول “التذاكي والتحايل” على خسارته إسطنبول بإعادة إجراء الانتخابات فيها، عاقبته برفع الفارق بين مرشح أردوغان والمرشح الفائز أكرم إمام أوغلو من 13 ألف صوتا في انتخابات مارس الملغاة، إلى نحو ثلاثة أرباع مليون صوت في انتخابات يونيو التي قد تكون سرّعت انشقاق “الثلاثي السياسي المحترف” غل وباباجان وأحمد داوود، ملقين “قنبلتهم الصامتة” في حضن أردوغان، ليأتي يوليو محمّلا ب”كابوس الانقلاب” لأردوغان.