“ثلاثيني وسيم” يشغل هولندا.. الشباب يتصدّر “السياسة”
218TV.net خاص
تقترب هولندا من تجريب ثالث قيادة شبابية تصعد إلى “قمرة قيادة” هذا البلد الأوروبي، الذي يُصنّف بأنه رابع اقتصاد عالمي مُحفّز حول العالم رغم ضغر مساحته، إذ تُبرهن القيادات الشابة في هولندا دائما بأنها تمتلك إرادة وقدرة على تذليل الأزمات، وتسجيل تقدم كبير على صعيد التطوير والرخاء الاقتصادي، فآخر رئيسي وزراء في هولندا أدارا باقتدار تفاعلات وآثار أزمة المال العالمية عام 2008، لكن في المعركة السياسية الانتخابية التي تتهيأ لها هولندا بعد ثلاثة أسابيع يطل نجم شاب آخر، يملأ بـ”وسامته وشخصيته الجاذبة” الرأي العام.
جيس كلافر وهو وجه برلماني منذ عام 2010 منذ أن كان عُمْره 23 عاما، والمولود لأب أصوله مغربية، وأم إندونيسية، والمولود عام 1986 يستعد لـ”توغل إضافي” في المشهد السياسي عن طريق حزب الخضر الذي يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط منافسة شرسة، من دون أن يتورط أحد ما بصرف توقعات أو انطباعات عن مستقبل المعركة التي من المرجح أن تظل عصية على التوقعات حتى فتح صناديق الاقتراع.
كلافر الذي سطع نجمه سياسيا واجتماعيا بين أوساط الشباب منذ الأيام الأولى التي تلت تخرجه من الجامعة، اختير عام 2012 ك”أفضل موهبة سياسية” في هولندا، وقاد من قبل منظمة (CNV) الشبابية، التي تأسست عام 1909، قبل أن يتولى رئاسة حزب الخضر قبل نحو عامين، علما أنه ألّف كتابا حول “الحياة المشتركة بين الأعراق” في هولندا.
لا تُظْهِر استطلاعات الرأي الهولندية وضعا دقيقا بشأن المُخْرجات المتوقعة للعملية الانتخابية، لكنها تضع الخضر حيث كلافر يترأس قائمته الانتخابية في “مستوى معقول” قياسا بكونه حزبا صغيرا، مع توقعات بأن يتجه الخضر نحو التحالف مع حزب العمال في مسعى مزدوج يهدف أولا إلى إخراج اليمين الوسط في هولندا من الحكومة، و ثانيا إغلاق الطريق أمام حزب الحرية الذي يقوده اليميني خيرت فيلدرس، وإعاقة وصوله إلى الحكم، إذ يأتي حزب فيلدرس أولا، ثم حزب يمين الوسط (VCS).
ونظريا، فإن كلافر ينتظره ما يمكن وصفه بـ”المجد المزدوج”، فإن نجح الخضر في انتزاع مقاعد إضافية تؤهله إلى تأليف حكومة إئتلافية مع حزب العمال، فإنه سيكون صاحب دور فاعل في الحكومة، وإذا بقي في المعارضة فهذا مفيد جدا لإبراز قدراته كقيادة شابة.
انطباعات في هولندا تقول إنه من الممكن أن لا يحصل كلافر على “رقم انتخابي كبير”، لكنه في أسوأ الأحوال يمكن أن يرفع رقم مقاعد حزبه داخل البرلمان الهولندي، فهو بات مؤثرا جدا في أوساط الشباب، أو من يمكن اعتبارهم “عامة المُهتمين”، لكن الانطباع العام أن كلافر بـ”أسلوبه المُقْنِع”، و”ثقافته الحالية” سيكون له “مستقبل لافت” في المرحلة المقبلة، فهو حاليا “النجم الأبرز” للبرامج المهمة، كما أنه الشغل الشاغل للصحافة الهولندية.
ورغم كل حيوية كلافر التي لا يُخطئها “السمع والبصر” في الداخل الهولندي يظل فيلدرس هو الأقرب إلى الظفر بالسلطة، ما لم تتغير الأوضاع، وما لم تحصل “مفاجآت سياسية” يمكن أن تُحوّل المسار الانتخابي برمته.