تيلرسون في العراق بعد تلقيه “توبيخا” من حكومة بغداد
(رويترز) – وصل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى العراق الاثنين بعد ساعات من توبيخ الحكومة العراقية له بسبب دعوته لها بإعادة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إلى ديارها. وكانت هذه الفصائل ساعدت بغداد في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش وكذلك السيطرة على مدينة كركوك التي كانت خاضعة للأكراد.
والعراق واحد من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران ويبدو أن محاولات تيلرسون إفساد العلاقة بين بغداد وطهران جاءت بنتيجة عكسية وأدت إلى صدور بيان حاد اللهجة من مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وتأتي زيارة تيلرسون للعراق بعد يوم من اجتماع مشترك نادر مع العبادي والعاهل السعودي الملك سلمان في العاصمة السعودية الرياض.
وعقب ذلك الاجتماع دعا تيلرسون العراق إلى وقف عمل الفصائل المدعومة من طهران والتي تساند القوات الحكومية في معاركها ضد داعش وكذلك في الهجوم الخاطف الذي شنته تلك القوات الأسبوع الماضي وسيطرت خلاله على مدينة كركوك من قوات الأمن الكردية.
وقال مسؤول أمني كردي إن القوات العراقية تنشر دبابات ومدفعية جنوبي خط أنابيب يديره الأكراد ويصل إلى تركيا في أحدث سلسلة من العمليات التي تدعمها إيران ضد الأكراد.
وقال تيلرسون أمس الأحد في السعودية “بعد أن أوشك القتال ضد داعش على الانتهاء فإن الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق يجب أن تعود إلى ديارها”.
ورد مكتب العبادي بحدة على ذلك التصريح. وقال بيان صادر عن مكتبه “لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي”. ولم يشر البيان إلى رئيس الوزراء نفسه وإنما “مصدر” مقرب له.
وأشار إلى الفصائل الشيعية التي تعرف باسم الحشد الشعبي باعتبارها فصائل “وطنية”.
وإيران هي القوة الشيعية البارزة في الشرق الأوسط. وتمثل الطائفة الشيعية التي ينتمي لها العبادي الأغلبية في العراق الذي يضم أيضا سنة وأكرادا بأعداد كبيرة.
ويقول المسؤولون الأكراد إن إيران أظهرت تأثيرها على سياسات بغداد أثناء التوتر الذي نشب بسبب استفتاء أجري الشهر الماضي صوت فيه إقليم كردستان لصالح الانفصال عن العراق خلافا لرغبة بغداد. وردت بغداد على الاستفتاء بالسيطرة على مدينة كركوك التي يعتبرها الأكراد قلب أي وطن قومي مستقبلي. وقال مسؤولون أكراد إن الميجر جنرال قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في قوات الحرس الثوري الإيراني طالب الزعماء الأكراد مرارا بالانسحاب من كركوك أو مواجهة هجوم القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها والذين تدعمهم إيران.
ويشعر جيران العراق من السنة، ومنهم السعودية، بنفس المخاوف التي لدى واشنطن فيما يتعلق بنفوذ إيران الشيعية في العراق.
* إيران ترفض تصريحات تيلرسون
رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات تيلرسون. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله إن الفصائل المدعومة من طهران لا يمكن أن تعود إلى ديارها لأنها بالفعل “في ديارها”.
وأكد العبادي إنفاذ سلطته مع دحر تنظيم داعش في الموصل واقتحام الجيش العراقي لكركوك وغيرها من المناطق التي كان يسيطر عليها الأكراد.
وقال مسؤول في مجلس أمن إقليم كردستان العراق إن العراق يحشد قواته عند خط أنابيب لتصدير النفط الكردي شمال غربي الموصل.
ومثلت خسارة كركوك ضربة قوية للأكراد الذين سعوا بدأب نحو إقامة منطقة شبه مستقلة في شمال العراق منذ أن أطاح غزو تقوده الولايات المتحدة بصدام حسين الذي قمعهم لعدة عقود.
وقال المجلس في بيان إنه قلق من استمرار تعزيزات القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران في إقليم كردستان.
وقال هندرين محمد رئيس مفوضية الانتخابات في كردستان لرويترز إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية للإقليم والتي كان من المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر تشرين الثاني ستؤجل لأن الأحزاب السياسية لم تقدم مرشحين عنها.
وقال برلماني كردي طلب عدم نشر اسمه إن الأحزاب لا تستطيع التركيز على الانتخابات بسبب الفوضى التي أعقبت الاستفتاء.