تونس.. النهضة “تُفخخ” حكومة الفخفاخ
يعيد سيناريو تعثر المشاورات في تونس حول تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ الجديدة، للأذهان فشل حكومة الحبيب الجملي الذي كلفته حركة النهضة في نيل ثقة البرلمان بعد مخاض دام لأكثر من ثلاثة أشهر ودائما ما يعود السبب الرئيسي إلى غياب التوافق بين مختلف الأحزاب السياسية.
وأكدت حركة النهضة، الحزب الأول داخل البرلمان، على لسان رئيسها راشد الغنوشي، أن هذه الحكومة لن تمر ولن تنال ثقة البرلمان في حال تم إقصاء حزب قلب تونس من تشكيلتها.
وشدد الغنوشي على رفض الحركة مبدأ الإقصاء، لضمان قاعدة واسعة وبالتالي الحصول على حزام سياسي تستند إليه الحكومة المقبلة.
ويعد موقف النهضة الجديد انقلابا على موقفها السابق من رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، إبان الانتخابات التشريعية حين أعلنت رفضها أي تحالف معه، لتعود اليوم وترفع شعار ألا حكومة تونسية من دون حزب قلب تونس.
من جهته، حمّل حزب قلب تونس، الفخفاخ، كامل المسؤولية عن “تعثر” تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن خيار حكومة الوحدة الوطنية “صائب”، ويعد الحل الأمثل للخروج من الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد.
أما معارضو النهضة فيرون أنها تتخفى خلف ما يسمى بسياسة التوافق للتهرب من المسؤولية حيث يخرج قياديوها في كل حملة انتخابية للتأكيد على أن الحركة لم تحكم ولم تتح لها الفرصة لتنفيذ مشاريعها التي تتضارب مع الأحزاب الليبرالية التي تتشارك معها في الحكم.
واعتبر أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي أن شرط راشد الغنوشي المتعلق بمشاركة قلب تونس في الحكومة حتى تنال الثقة، مناورة مكشوفة من طرف حركة النهضة، حسب تعبيره.
يذكر أن اجتماع الياس الفخفاخ المكلف بتشكيل الحكومة برؤساء وممثلي الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي يوم الإثنين انتهى دون المصادقة على الوثيقة التعاقدية التي اقترحها الفخفاخ ووضع فيها جملة من الاستراتيجيات ليتم العمل على نحوها، كما استبعد أن يكون حزب قلب تونس حاضرا في التشكيلة الحكومية الجديدة.