التوتر يتصاعد بين أمريكا وروسيا في سوريا
(رويترز)- حذرت روسيا الولايات المتحدة الخميس، من أنها ستستهدف مناطق في سوريا تعمل فيها فصائل مسلحة مدعومة من واشنطن إذا تعرضت قواتها لإطلاق نار مجددا في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة عن عقد اجتماع غير معتاد بين جنرالات أمريكيين وروس بهدف تجنب مثل تلك الاشتباكات.
ويسلط التحذير الروسي الضوء على التوترات المتنامية بين واشنطن وموسكو فيما يتعلق بسوريا. ورغم أنهما تشتركان في المعركة ضد تنظيم داعش إلا أنهما تخوضان، عبر وكلاء، سباقا على النفوذ الاستراتيجي والسيطرة على موارد محتملة تتمثل في حقول للنفط في محافظة دير الزور في شرق البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة تمركزت في مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات ومعها قوات أمريكية خاصة وأطلقت مرتين قذائف مورتر ونيران المدفعية على قوات سورية تقاتل جنبا إلى جنب مع قوات خاصة روسية.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان “أبلغنا ممثلا للقيادة العسكرية الأمريكية في العديد (مركز العمليات الأمريكية في قطر) بعبارات لا تقبل اللبس أن أي محاولة لفتح النار من مناطق تمركز مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية سيتم إيقافها سريعا”.
وأضاف قائلا “سيتم إسكات نقاط إطلاق النار في تلك المناطق فورا بكل الوسائل العسكرية”.
وفي مؤشر على المخاطر الكبيرة الماثلة مع اقتراب قوات الجانبين من بعضهما بدرجة أكبر قال مسؤولون عسكريون أمريكيون اليوم الخميس إن جنرالات من روسيا والولايات المتحدة عقدوا اجتماعا مباشرا هذا الأسبوع في مسعى لتجنب الاشتباكات العرضية.
وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمقيم في بغداد “عقدوا مناقشة وجها لوجه.. عرضوا الخرائط والرسوم التوضيحية”.
وأضاف في إفادة للصحفيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن هذا كان أول اجتماع من نوعه على ما يبدو.
ولم يذكر ديلون تفاصيل تذكر بما في ذلك حول المشاركين في الاجتماع أو موقعه.
وقال مسؤول عسكري أمريكي لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه إن جنرالات أمريكيين وروسا شاركوا في الاجتماع.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية هذا الأسبوع جواسيس أمريكيين بأنهم أثاروا هجوما لجهاديين ضد مناطق تسيطر عليها الحكومة يوم الثلاثاء.
وذكرت الوزارة في بيان صدر مساء أمس الأربعاء أن جهاديين حاصروا 29 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية نتيجة لذلك وأن روسيا اضطرت لكسر الحصار بعملية خاصة مدعومة بقوة جوية.
وقال الكولونيل سيرجي رودسكوي “وفقا لمعلوماتنا فإن أجهزة مخابرات أمريكية أثارت الهجوم لوقف تقدم ناجح لقوات الحكومة إلى الشرق من دير الزور”.
وسيطر الجيش السوري، مدعوما بغطاء جوي من مقاتلاته والطائرات الروسية، على حوالي 100 كيلومتر من الضفة الغربية للفرات هذا الشهر ووصل إلى حدود محافظة الرقة أمس الأربعاء، وفق ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعبرت أيضا القوات السورية يوم الاثنين إلى الضفة الشرقية من الفرات والتي تشهد تقدما لقوات سوريا الديمقراطية.
وتسببت العمليتان العسكريتان المتزامنتان في زيادة التوتر في دير الزور.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم السبت إنها تعرضت لهجوم من مقاتلات روسية وقوات سورية وهو أمر نفته موسكو. وحذرت يوم الاثنين من أي تقدم آخر للجيش السوري على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء إن مياه نهر الفرات شهدت ارتفاعا في منسوبها بمجرد بدء عبور الجيش السوري للنهر ولمحت إلى أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في حالة فتح سدود عند منابع النهر تسيطر عليها قوات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة.