“تهنئة الغنوشي” تُثير جدلا واسعا في ليبيا.. وتكشف “موقف الإخوان”
تقرير| 218
تكثر مؤخرا الأسئلة في ليبيا حول كيفية تعامل السلطات التونسية مع الموقف الليبي، ودور جماعة الإخوان المسلمين التونسية في بلورة الموقف الرسمي تجاه ليبيا.
ويرى مراقبون أن تونس التي طالما كان دورها متوازناً إلى حد بعيد في فترة رئاسة الراحل الباجي قايد السبسي، لم تعد كذلك مع وصول قيس سعيد لكرسي الرئاسة، وصعود راشد الغنوشي إلى زعامة مجلس النواب.
ويستشهد المراقبون بتهنئة الغنوشي لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بمناسبة سيطرة قوات الوفاق على قاعدة الوطية، معتبرين ذلك انحيازا صارخا يختزل تونس بمكوناتها الفسيفسائية والمتنوعة، ويسيء استعمال الصفة الاعتبارية كونه رئيساً لنواب الشعب، ويعبر عن موقف جماعة الإخوان التي لا تعترف بالحدود المرسومة بين الأقطار، ولا بالتقسيمات القُطرية التي تراها ضد فكرها الساعي لتأسيس دول داخل الدول.
إخوان تونس.. وإخوان ليبيا
ويؤكد المراقبون أن الإخوان المسلمين في تونس لهم موقف واضح داعم للإخوان في ليبيا وللإسلام السياسي والأطياف المسلحة المندرجة تحت حكومة الوفاق والمستفيدة من ورقة الاعتراف الدولي باتفاق الصخيرات، لكن هذا الموقف قوبل بالاستهجان والاستنكار من نشطاء وحقوقيين وأحزاب في الداخل التونسي، داقين ناقوس الخطر، ومنبهين من خطورة جرّ تونس نحو صراع يسعى فيه الجيش الوطني إلى استرداد دوره المحوري وفرض الأمن والاستقرار، وتعبيد الطريق لدولة مدنية تبنى على الفصل بين السلطات وتقرير الشعب لمصيره، ولا يستغل فيها السلاح لفرض واقع معين.
الصوت المتسائل والشاك في دور صناع القرار التونسيين ليس في تونس وحدها، إنما هو سابقٌ في ليبيا كونها مستهدفة باستمرار وتتفاعل سريعاً مع أي مؤثر خارجي، فكثير من النشطاء تحدثوا عن استغلال تركيا للأراضي التونسية من أجل تعزيز حضورها في ليبيا، وهو ما ألمحت إليه لجنة الخارجية بمجلس النواب، وبعض من الأحزاب السياسية في ليبيا.