تقرير: قائد شيشاني عرض على الدبيبة تدريب جنود ليبيين في روسيا
قال تقرير لموقع أفريكا إنتلجنس، إن عزم عبد الحميد الدبيبة على البقاء على رأس الحكومة في طرابلس، دفعه لتنشيط قنوات اتصاله مع الرجل الشيشاني القوي رمضان قديروف، الذي عرض قبل فترة طويلة خدماته لتدريب الجيش الليبي.
وأضاف التقرير أن الضغوطات التي يواجهها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة والعزلة الدولية التي دخل بها منذ فشل انتخابات 24 ديسمبر التي كان من المفترض أن ينظمها، دفعته إلى تنمية صداقاته الروسية، لا سيما مع الزعيم الشيشاني رمضان قديروف.
وأشار التقرير إلى أن قديروف الذي أرسل حوالي 10000 فرد من ميليشياته الشخصية لدمجهم رسميًا في الحرس الوطني الروسي والقتال في أوكرانيا، تحدث مع الدبيبة في 13 مارس، وتركز الحديث على تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك إنشاء حرس خاص حول الدبيبة وتدريب قوات عسكرية ليبية في الشيشان.
وحافظ الدبيبة على علاقات مع قديروف، وعلى نطاق أوسع مع نظام فلاديمير بوتين لعدة سنوات، ففي أبريل 2017 قام الدبيبة بتمويل وقيادة أول وفد إلى موسكو، واستُقبلت المجموعة في وزارتي الدفاع والخارجية الروسية وكذلك في مجلس الدوما، قبل أن تسافر إلى غروزني، حيث التقى قديروف بالدبيبة، وبشخصيات عسكرية أخرى من مصراتة.
ومنذ ذلك الحين، اقترح قديروف في عدة مناسبات توفير التدريب للجنود الليبيين في أكاديمية القوات الخاصة الروسية (Spetznatz)، التي تم افتتاحها على بُعد حوالي 30 كيلومترًا شرق غروزني. كما كان من أوائل المسؤولين الأجانب الذين هنأوا الدبيبة على تعيينه رئيساً للحكومة من قبل منتدى الحوار السياسي.
في غضون ذلك، انخرط قديروف منذ فترة طويلة في الشؤون الليبية. واستخدمته موسكو للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع الفصائل في طرابلس ومصراتة، وشكّل ما يمكن تسميته بـ”الشبكة الشيشانية” في ليبيا بإشراف رجل الأعمال والمستشار غير الرسمي له ليف دينغوف. وبصفته رئيس “مجموعة الاتصال الروسية الليبية”، أشرف دينغوف في يناير 2020 على المفاوضات في موسكو الهادفة إلى إنهاء الأزمة في ليبيا، والتي فشلت في نهاية المطاف.
وختم التقرير بالقول إن التقارب بين الدبيبة وقديروف قد شجعته موسكو، التي تخطط لإعادة فتح سفارتها في طرابلس، كما حشّد الدبيبة المقربين منه لتحسين العلاقات مع نظام بوتين. وكانت أولى الخطوات في هذا الصدد تعيين صهره محمد المغراوي سفيراً لدى موسكو، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تدفع بروسيا لدعم باشاغا والتخلي عن الدبيبة في سبيل زيادة الضغط على الغرب في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو والتي سيطول أمدها على الأرجح، حيث ترى موسكو أن المعسكر الداعم لباشاغا يملك أوراق ضغط قوية من خلال قدرته على إغلاق الهلال النفطي ووقف التصدير في أي وقت، وهو ما تخشى الدول الغربية تكراره، ودفعها مؤخراً لتكرار الدعوة لتحييد قطاع النفط عن الصراع السياسي الليبي.