تقرير: انضمام عشرات المقاتلين العائدين من ليبيا لـ”ولاية داعش غرب أفريقيا”
دعا معهد الدراسات الأمنية الأفريقي الدول الأفريقية إلى التحرك بسرعة لوقف إعادة هيكلة تنظيم “ولاية غرب أفريقيا” التابع لـ “داعش” في منطقة حوض بحيرة تشاد، لافتًا إلى أنه في حالة الإقدام على ذلك؛ فإن خطط التنظيم الإرهابي للتوسع في المنطقة ستعرض حياة ملايين الأفارقة للخطر.
وقال المعهد: غادر بعض هؤلاء المقاتلين التنظيم بين عامي 2016 و2018 ، وفروا إلى ليبيا والسودان، وكان العامل الدافع وراء ذلك هو قيادة “ولاية غرب أفريقيا”، ولا سيما وحشية القائد العسكري السابق مصطفى كريمما.
كان بعض الهاربين غير راضين عن انقسام بوكو حرام في عام 2016 الذي أدى إلى إنشاء “ولاية غرب أفريقيا”، بينما أراد آخرون الانضمام إلى “داعش” في ليبيا.
وقد تعزز عودتهم إلى صفوف “ولاية غرب أفريقيا” قوة التنظيم بالنظر إلى خبراتهم القتالية ، كما يتضح من دورهم في عدد من الهجمات.
وقد عاد 130 مقاتلاً سابقًا أو أكثر إلى “ولاية غرب أفريقيا”، بعد عودتهم من ليبيا على ثلاث دفعات بين أبريل ويونيو.
وبحسب ما ورد؛ من المتوقّع وجود 70 آخرين على الأقل، على الرغم من أنه ليس من الواضح متى سيكون ذلك.
وتقول مصادر إن المقاتلين يستخدمون طريق “ليبيا-الجزائر-مالي-النيجر-نيجيريا”، الذي يفضله تنظيم “داعش” وتنظيم “ولاية غرب أفريقيا”، بدلاً من الممر المباشر بين ليبيا والنيجر ونيجيريا، حيث إنه ومع امتداد هذا الممر الطويل للصحراء، فإنه يكون أكثر صعوبة ، مع ورود تقارير متكررة عن أفراد من التنظيمين يموتون من الجوع والعطش، كما يستخدم تجار البشر هذا الطريق، وكذلك يتم إجراء عمليات تفتيش أمنية أكثر صرامة.
وقال المعهد: يستخدم تنظيم “داعش” فرعه المحلي، لتعزيز أجندته التوسعية التي بدأت حتى قبل هزيمته في العراق وسوريا، وتُظهر أبحاث معهد الدراسات الأمنية أن “داعش” أمر بإزاحة زعيم جماعة الجهاد أبو بكر شيكاو في مايو؛ لفتح الطريق أمام التنظيمات الموالية له في غرب أفريقيا.
وقالت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن “داعش” يعتقد أن موقعه على جزر بحيرة تشاد سيجعل التوسع أمرًا صعبًا، وأن أفضل موقع كان سامبيسا، معقل شيكاو ومخبأه، وأن أخذ سامبيسا سيتطلب إزاحة شيكاو إما حيًا أو ميتًا.
وأضافت: لا بد أن تحدث صراعات على القيادة في “ولاية غرب أفريقيا”، ويجب على دول المنطقة الاستفادة من ذلك لإضعاف التنظيم الإرهابي.
وأردف المعهد: لقد كانت هناك محاولات لتشكيل جبهة موحدة في الماضي، لكن الانقسامات الداخلية أدت إلى خمسة تغييرات قيادية على الأقل في سنوات عديدة، ساهم عدم الاستقرار هذا في حالات الفرار من “ولاية غرب أفريقيا”، وهو أمر يمكن أن تستخدمه الدول لشلّ الجماعة.