تقرير أممي: فاغنر زرعت كميات كبيرة من الألغام جنوب طرابلس
كشف تقرير سري للأمم المتحدة سيتم الإعلان عنه في الأيام القادمة عن استخدام المرتزقة الروس لأعداد كبيرة من الألغام في ليبيا دون أن يوضحوا مواقعها، أو يسعوا لتحذير السكان بعد انسحابهم، مما يشكّل جريمة حرب، بحسب اتفاقيات جنيف.
وأشار التقرير، الذي سيتم الإعلان عنه في الأسابيع المقبلة، إلى أن المرتزقة الروس في ليبيا انتهكوا بشكل منهجي القانون الدولي من خلال زرع الألغام في مناطق مدنية دون أي محاولة لتحديد مواقعها أو إزالة العبوات القاتلة.
وتوصل المحققون إلى أن مجموعة فاغنر الروسية قامت أيضا بتركيب أفخاخ لأسلحة متفجرة قوية مضادة للدبابات، أدت إلى مقتل اثنين من خبراء إزالة الألغام يعملان مع منظمة غير حكومية.
ويرصد التقرير الأممي، الذي اطلعت عليه صحيفة الغارديان ويغطي الفترة من مارس 2021 وحتى أبريل 2022، بوضوح استخدام فاغنر للألغام القوية المضادة للأفراد والمضادة للدبابات للدفاع عن مواقعهم إبان حرب طرابلس..
ووجدت اللجنة الأممية أن عناصر فاغنر لم تتخذ أي احتياطات عندما قاموا بزرع خمسة وثلاثين لغمًا مضادًا للأفراد في مناطق ببلدية عين زارة،
وبعد وقت قصير من انسحاب هذه العناصر من مواقعها في المنطقة ذاتها أدى انفجار لغم مفخخ إلى مقتل اثنين من المدنيين العاملين في إزالة الألغام.
واستند بعض المحققين إلى جهاز لوحي تركه فاغنر عند انسحابهم، وعند فحص الجهاز وجدت عشر صفحات من مستند تضمن قائمة بالأسلحة والمعدات المطلوبة للوحدات الفرعية في ليبيا، وأسماء رمزية لكبار موظفي فاغنر، ومن بين هؤلاء “المدير العام” الذي حدده المحققون بأنه “على الأرجح “يفغيني بريغوزين” ، وهو رجل أعمال له صلات وثيقة مع فلاديمير بوتين، لكنه نفى أن لديه صلات بالمجموعة لصحيفة الغارديان.
ويعتقد محققو الأمم المتحدة أن حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على ليبيا غير فعال وليس له تأثير رادع، إذ رصد التقرير ما لا يقل عن مائة وخمس وسبعين رحلة جوية عسكرية تابعة للاتحاد الروسي تحمل ما يقرب من عشرة آلاف طن من البضائع بين الأول من مايو 2021 وحتى الحادي والثلاثين من مارس 2022، والتي قالت موسكو إنها تضمنت “مساعدات إنسانية لليبيا، وقوبل هذا الرد بتشكك من المحققين، إذ لم تصل إي مساعدات روسية إلى ليبيا خلال هذه الفترة.