تفشي كورونا أظهر هشاشة القطاع الصحي الليبي
كشفت أزمة فيروس كورونا هشاشة الوضع الصحي في ليبيا، بعد تزايد حالات الإصابة وتردي الخدمات على المستوى العام في ليبيا، ما يجعل القطاع الصحي يدخل مرحلة لم تشهدها ليبيا من قبل.
وفي الـ 26 من يونيو الماضي، أطلق رئيس لجنة مكافحة كورونا في سبها محمد أبوخزام، تحذيرا من انهيار الخدمات الطبية في المدينة بسبب إيوائه أكبر عدد من المصابين، وهذا التحذير لا يخصّ سبها لوحدها، بل عموم ليبيا، بعد أن وصلت أرقام الإصابات إلى معدلات غير مسبوقة.
وكان هذا التحذير قبل أن ترتفع الإصابات التي أوشكت على الاقتراب من 37 ألفا ، ما يجعل السؤال المؤجّل منذ بدء الأزمة يطفو على السطح مجددا، فهل سيصمد القطاع الصحي في ليبيا، مع التحديات التي يواجهها من انقطاع للكهرباء، وغياب الإمكانات الحقيقية لمواجهة الوباء، الذي أدخل العالم في رِهان جديد، قد يُنذر بكارثة إنسانية، إن لم تُتخذ الإجراءات اللازمة.
وتبرز المزيد من التحديات الأخرى لهذا القطاع، والتي تتمثّل في انقسامه إلى وزارتين، في حكومة الوفاق والحكومة الليبية التابعة للبرلمان ، اللتين شكلتا لجانا منفصلة وغير مركزية حول الوباء في ليبيا.
وعلى الرغم من المحاولات التي ينفذها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، في تركيزه العام على الوضع الوبائي في كل ليبيا، فنرى لجانا هُنا وهناك، واجتماعات ولقاءات، ومؤتمرات علمية تُدار منذ بدء تفشي الفيروس في ليبيا، إلا أنها لم تنجح حتى اللحظة في معالجة أزمة القطاع الصحي أو حتى إدارتها، ما ينذر بمرحلة لن تكون سهلة على ليبيا، وقد تساهم في انهيار ما تبقى من هذا القطاع الذي المُنهك.