“تفاؤل أوروبي” لوفاة ألف مُهاجر بين ليبيا وإيطاليا.. فقط
كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن 1,089مهاجرًا قضوا نحبهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع الشهر الحالي، غير أن اللافت للنظر أنّ غالبيتهم (1,002) ماتوا أثناء عبورهم الطريق الأوسط للبحر أي من ليبيا نحو إيطاليا، فيما فقد 37 شخصًا حياته في الطريق الشرقي باتجاه اليونان و جزيرة كريت، أمّا 50 المتبقون فعبر الطريق الغربي المؤدي إلى إسبانيا.
غير أنّ هذا الرقم لايحظى بانتباه العالم، فعدد الموتى يبدو أقلّ من السنتين الماضيتين، حيث بلغ عدد من ابتلعهم البحر الأبيض المتوسط حوالي خمسة آلاف في عام 2016، ليكون “الأسوأ على الإطلاق” حسب وصف وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كما لفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنّ المهاجرين لا يحاولون الوصول إلى مراكز الدول الأوروبية بل إلى الجزر القريبة التابعة للعديد منها والقريبة من الساحل الشمالي للقارّة الأفريقية، حيث يقدّمون طلبات اللجوء حال وصولهم. ويبدو أنّ ليبيا هي نقطة الانطلاق المثلى، حيث لا تبعد جزيرة لامبيدوسا التي تقع في الجنوب الأدنى من إيطاليا أكثر من 300 كم عن طرابلس أي أقرب من السواحل التونسية. غير أنّ تكدّس مئات المهاجرين في قوارب الصيد المتهالكة التي يديرها المهرّبون تجعل هذه المسافة بالغة القصر تنطوي على قدر كبير من المخاطرة.
وفي ذات السياق، نقلت الصحيفة عن المنظمة أنّ الرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط ما تزال الأكثر تهديدًا للحياة من بين الطرق التي يسلكها المهاجرون، على الرغم من نجاح 36,851 ما بين مهاجر ولاجئ في الدخول إلى إيطاليا عبر الطريق البحري هذه السنة، بما يُشكّل زيادة بنسبة 45% عن السنة الماضية، فيما قلّ العدد الذي يعبر الطريق الشرقي إلى اليونان وكريت كثيرًا عن السنة الماضية.