تغير الخطاب في بيانات الرئاسي
خاص 218
دون شكّ إن ملامح الأوضاع السياسية والعسكرية، تغيّرت بشكل متسارع، بعد الثالث من شهر إبريل الماضي، إثر إعلان الجيش الوطني التحرك نحو طرابلس، والذي واجهه المجلس الرئاسي ببيان أوضح فيه، أنه على استعداد لمواجهة قوات الجيش ومنعها من دخول طرابلس.
تغيّرت البوصلة الجغرافية الليبية اليوم بعد أكثر من 100 يوم على إعلان القيادة العامة عملياتها في طرابلس، ودخلت في مراحل وصفها الجيش الوطني في اللحظات الحاسمة لإنهاء الحرب بدخوله إلى طرابلس، ما جعل لغة المجلس الرئاسي تختلف في مجملها عن لغة البيانات الأولى التي واكبت عملية الجيش.
في السادس والعشرين من يونيو الماضي، ختم رئاسي الوفاق بيانه بلغة حادّة ومباشرة، عبر الجملة التي اعتمدها في مواجهة الجيش “وعلى الباغي تدور الدوائر”، ومن بعدها كرّر الجملة في بيانه الصادر في العشرين من مايو، بذات الصياغة ولهجة التحدّي المباشر.
في العشرين من مايو، أصدر رئاسي الوفاق بيانا، كان مختلفًا بشكل كبير، عن البيانات التي كان يردّ من خلالها على أي تصريح من قيادات الجيش، وخلا تمامًا من عبارة “وعلى الباغي تدور الدوائر”، مطالبا فيه بتحرّك فعّال ضد تحرّك الجيش الذي أصبح على مسافة قريبة من قلب العاصمة.
بيانات رأى فيها مراقبون أنها تعكس مدى الصراعات الداخلية التي يواجهها المجلس الرئاسي، الذي أصبح بمثابة الخزنة الخاصة لقادة المجموعات المسلحة، التي وظفت كل إمكانياتها لفرض وجودها على أرض الواقع، لا لحماية طرابلس، أو حكومة الوفاق.