تركيا تُناقض نفسها في ليبيا وسط قلق من حصار اقتصادي
تقرير 218
في المواقف التركية كثير من التناقضات التي تبرز بشكل جلي للعيان من دون بذل أي مجهود لاستجلاء واستكشاف خفايا الحالة الليبية.
مردُّ هذه التناقضات هو البون الشاسع والهوّة السحيقة بين ما تعلنه تركيا من تصريحات وما تفعله على الأرض، وأحياناً بين ما يقوله مسؤولون أتراك عبر وسائل الإعلام، فآخر التصريحات التي أبرزت التناقض كان حديث الخارجية عن وقف التصعيد وإيجاد تسويات سلمية للأزمة، وحديث مسؤولين آخرين عن ضرورة انسحاب الجيش من سرت والجفرة في إشارة إلى الاستعداد لشن حرب واسعة في الخط الذي تراه مصر خطاً أحمر ويهدد أمنها القومي.
تناقضات تركيا تأتي تزامناً مع استمرار حالة التحشيد في المنطقة الواقعة شرق مصراتة وغرب سرت، فيما كشفت مصادر مطلعة أن الأتراك زجوا بالمرتزقة السوريين ووضعوهم في الصفوف الأولى، ومن خلفهم كتائب محسوبة على مدينة مصراتة وعلى مجموعات الوفاق التي دخلت في حالة من التشظي ذكّرت المتابعين بما كانت عليه قبل الرابع من إبريل عام 2019.
جملة التطورات كان من أبرزها حديث إدارة التوجيه المعنوي عن إسقاط الدفاعات الجويه للقوات المسلحة طائرتين مسيرتين تركيتين غرب وجنوب مدينة سرت، هذا الخبر يعتبر الأول منذ أكثر من شهر، ويضيِّق باب الاحتمالات الواسع، ويجعل من فرصة اشتعال حرب واردة جداً، خصوصاً أن الوفاق وتركيا باتتا قلقتين من احتمالية حصار اقتصادي وحرمان من إيرادات النفط الذي وإن فقدوه فإنهم سيفقدون ورقة ضغط كبيرة تقلل من حضورهم.