تركيا تنتهج سياسة التصعيد وتكريس التوترات بالمتوسط
تقرير 218
سياسة الأمر الواقع والوصول بالخلافات إلى أبعد نقطة هذا ما صارت تمارسه تركيا بشكل واضح ومباشر في آخر أشهر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
هذه السياسة تتمثل عملياً، أو يتمثل أحد أوجهها بالأحرى في ما أعلنته تركيا عن إطلاق مناورات عسكرية اليوم الأحد الـ6 من سبتمبر في منطقة شرق المتوسط بالشراكة مع قبرص التركية التي لا تحظى باعتراف سياسي من أي دولة من دول العالم سوى تركيا.
المناورات التركية تأتي بعد يومين فقط من فشل المفاوضات بينها وبين اليونان التي ترفض كل الممارسات -غير المحسوبة- التي تقوم بها أنقرة وحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم والتي تكرس حالة العداوة مع الأوروبيين وتعرقل جهود السلام في شرق المتوسط.
وزارة الدفاع التركية ذكرت السبت أن المناورات مع قبرص الشمالية ستكون على مدار 5 أيام متواصلة، ابتداء من الأحد، وحتى يوم الخميس المقبل الـ10 من سبتمبر بمشاركة وحدات من سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات البحرية.
وانتقلت التوترات الأمنية في منطقة المتوسط إلى مستوى خطير منذ أن أبرمت تركيا اتفاقية أمنية بحرية في الـ28 من نوفمبر الماضي مع طرف حكومة الوفاق وتحديداً مع شخص فائز السراج، ومنذ تلك اللحظة ارتبط الصراع في المتوسط بالصراع في ليبيا حيث دخلت تركيا بشكل أكثر وضوحاً من ذي قبل.
وصارت أنقرة المتنفذ في غرب ليبيا برضا وصمت من قبل حكومة الوفاق التي مارست أجهزتها الأمنية مؤخراً أبشع حملات القمع والترهيب وإسكات الصوت في طرابلس بعد خروج مظاهرات شعبية سلمية تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وإسقاط المجلس الرئاسي ورحيل حكومة الوفاق.