“تدهور وسوء” في “إخوان تونس”.. ما موقف الغنوشي؟
218TV|خاص
يُظْهِر راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة –النسخة التونسية من تنظيم الإخوان المسلمين- صورة انطباعية مغايرة لكونه “رجل سياسة مستبد”، و”شخصية نَهِمَة” بالسلطة، فقد أظهر الحراك الأخير داخل “الأسوار العالية” ل”أخوان تونس” أن الغنوشي الذي سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة عن إحدى دوائر العاصمة، أنه رجل بوسعه “إثارة الزوابع السياسية” ليس داخل حزبه فحسب، بل في تونس كلها، فيما اشتكت قيادات أخوانية من “نفوذه العميق” داخل “أخوان تونس”، رغم أن مؤيديه يقولون إن خلافا لما يتردد فإن الغنوشي “صوته ضعيف” داخل مؤسسات الإخوان في تونس.
تلفت أوساط تونسية إلى أن التونسيون سينتظرون حتى ليل الخامس عشر من شهر سبتمبر المقبل لـ”كشف حقيقة” الغنوشي، ما إذا كان نافذا بقوة داخل “النهضة”، أم أنه “مغلوب على أمره” سياسيا، فما يتردد حتى الآن أن الغنوشي يحاول إسقاط مرشح “النهضة” وهو عبدالفتاح مورو لأن “تيار الغنوشي” قد اعترض على هذا الترشيح ليس ضد مورو، بل ضد أن يكون ل”النهضة” مرشحا من الأساس، ف”الأخوان” لا يستطيعون العمل تحت الشمس، ويريدون أن يقايضوا من وراء ستار مرشحا من خارج الحزب ليدعموه ضمن صفقة سياسية مستقبلية، لكن ترشيح مورو قد يلغي أي احتمال لـ”عقد صفقات”.
يُقال داخل “إخوان تونس” بحسب تسريبات لا يمكن حسم صحتها أن الغنوشي سيعمل ضد ترشح مورو، وقد يكون سببا في سقوطه الانتخابي، وأن الغنوشي قد يذهب لمقايضة يوسف الشاهد على صفقة سياسية تُوصِل الأخير إلى قصر قرطاج، بينما تمنح رئاسة البرلمان، وربما الحكومة للغنوشي، رغم أن الشاهد ينفي تماما أي تحالف مع الإخوان لا سابقا ولا مستقبلا، إذ أن مسألة فوز مورو من عدمها قد تُظْهِر حجم نفوذ الغنوشي.
ويحلو لأوساط تونسية عارفة الإشارة إلى أنه ثمة فرق واضح بين “كوادر النهضة”، و”كوادر أخوانية” لا أحد يعرف عنها في تونس، وبوسعها عصف المشهد وتغييره، دون أن يكون معروفا ما إذا كان الغنوشي سيستخدم ورقة “الكادر السري” أم لا، لكن الأوساط نفسها تلفت إلى أن سقوط مورو يعني أن الغنوشي قد طلب سرا أن تصل شخصية أخرى إلى قصر قرطاج، وإذا حصل هذا السيناريو المرجح فذلك يعني ب”لغة سياسية” أن حزب النهضة قبل سقوط مورو كان شيئا، وأنه بعد سقوط سيكون حزبا “آيلا للسقوط”.