غيرت تداعيات فيروس كورونا ملامح قطاع السياحة بشكل كبير وألحقت بالدول التي تعتمد على هذا القطاع الكثير من الخسائر.
وأحد أبرز الأمثلة منطقة المغرب العربي تونس، حيث كشف البنك المركزي التونسي عن تراجع العائدات المالية للقطاع السياحي خلال النصف الأول من السنة الحالية بنسبة 47 % مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
وأشار المركزي التونسي إلى أن إغلاق الحدود التونسية أمام الوافدين من الخارج لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر أثرت بصفة مباشرة على أداء القطاع السياحي إذ لم تتجاوز العائدات بالعملة الصعبة حدود 1.085 مليار دينار تونسي أي نحو 382 مليون دولار، وعلى الرغم من قيام البلد بفتح حدوده البرية والجوية والبحرية الشهر الماضي فإن تعرضه لتفشي الوباء مجددا ليس ببعيد، خصوصا في ظل عدم ظهور حل حقيقي للفيروس حتى الآن .
وقد تدمر تداعيات فيروس كورونا يدمر قطاعات أساسية عديدة في البلدان التي ضربها، فبالتزامن مع تأثر أسعار النفط العالمية بكوفيد 19 تضررت الجزائر العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” بشكل كبير في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا مالية بعد انخفاض عائدات موارد الطاقة الأمر الذي دفعها لإطلاق خطة اقتصادية جديدة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز مؤكدة في الوقت نفسه على أنها ستمنح القطاع الخاص دورا أكبر.
فيما تعهد الرئيس عبد المجيد تبون بإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط من خلال تطوير القطاعات الأخرى بخلاف قطاع الطاقة والبحث عن مصادر تمويل جديدة.
وتأتي الخطة وسط استعدادات لإجراء استفتاء في وقت لاحق من هذا العام على تعديلات دستورية من شأنها تعزيز الحريات ومنح البرلمان المزيد من السلطات في إطار إصلاحات سياسية وذلك بعد مرور أكثر من عام على الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بالإطاحة بالنخبة الحاكمة ومحاكمة الأشخاص المتورطين في الفساد.