تداعيات الفساد الليبي تهز “عرش الحكومة المالطية”
اعتقلت السلطات المالطية مساعد رئيس الوزراء السابق، كيت شيمبري، لشبهات تتعلق بتورطه في مقتل الصحفية دافني كاراونا جاليزيا.
واُغتيلت الصحفية المالطية بعبوة متفجرة زُرِعت في سيارة كانت مصفوفة بالقرب من منزلها شهر أكتوبر عام 2017، وذلك بعد أن كشفت في تقارير متتالية عبر مدونتها عما وُصف بـ”الجوانب الغامضة للحياة السياسة في مالطا وجرائم فساد مالطية ضخمة” تمس مسؤولين كبار بالحكومة.
وكثًفت السلطات المالطية تحقيقاتها بشأن مقتل كاروانا غاليزيا، بعد إلقاء القبض على أحد المشتبه بتورطهم في القضية، وهو رجل أعمال يُدعى يورغين فينيتش.
وفجّر فينيتش مفاجئة عند التحقيق معه حول الجريمة، إذ طالب السلطات المالطية بتوفير الحصانة القضائية لهُ مقابل الإدلاء بالمعلومات التي لديه حول الجريمة.
وتسارعت تطورات اغتيال دافني المُلقّبة بـ”مُحاربة الفساد الوحيدة” بعد اعتقال يورغين، كان آخرها استقالة اثنين من وزراء الحكومة المالطية على خلفية الإعلان عن نيَة المحققين استجوابهما بشأن الجريمة.
وتخلّى وزيرا السياحة والاقتصاد المالطيين عن مناصبهما بعد ساعات فقط من إعلان جهاز الشرطة أنه يعتزم استدعائهما للتحقيق.
ويواجه رئيس الوزراء المالطي، جوزف موسكات، ضغوطاً داخلية على مستوى أعضاء البرلمان والمواطنين بسبب القضية، خاصة أنه كان على رأس المذكورين ضمن تقارير الفساد التي نشرتها الصحفية، إضافة إلى وصف البعض لطريقة تعامل الحكومة مع تطورات القضية منذ وقوعها قبل عامين بـ”الضعيفة”.
وكانت غاليزيا قد فضحت في تحقيق استقصائي تورط مسؤولين حكوميين في بلادها بقضايا فساد مالي، ضمن ما عرف بوثائق بنما، التي اتهمت فيها رئيس الوزراء بتحويل مالطا إلى “جزيرة المافيا”.
وارتبط اسم ليبيا بتحقيقات الصحفية المالطية، حيث سلطت في إحدى تقاريرها الضوء على فساد مالي بملف علاج الجرحى الليبيين في مالطا، إذ تم من خلال وسطاء مالطيين تسديد الملايين إلى مستشفيات وهمية وعيادات غير موجودة في أوروبا، وروما على وجه الخصوص.
كما سبق أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا حول جريمة اغتيال الصحفية المالطية واحتمال صلة الأمر بقضية تهريب الوقود من ليبيا التي وردت أيضاً ضمن أحد تقاريرها عن تفشّي الفساد.
وذكر المُدعي العام حينها أن هناك احتمالات لوجود صلة بين مقتل دافني كاروانا وشبكة تمتهن تهريب الوقود من ليبيا بملايين اليوروهات.