تحليل الكلاسيكو.. حين لعب ريال مدريد وفاز برشلونة “الحاسم”
حقق فريق برشلونة فوزأ عريضاً على غريمه التقليدي ريال مدريد بنتيجة 3-0 وذلك في إياب نصف نهائي كأس الملك ليتأهل برشلونة إلى نهائي كأس الملك.
ورغم فوز برشلونة العريض لكن النتيجة لم تعكس مجريات اللقاء بدقة بعد ظهور قوي للريال في الشوط الأول مع غياب التوفيق في اللمسة التهديفية.
دخل ريال مدريد اللقاء بخطة 4-3-3 وكانت تتحول دفاعياً إلى خطة 3-4-3 في الحالة الهجومية، بينما برشلونة لعب بخطة 4-3-3 وكانت تتحول إلى 4-4-2 في الحالة الدفاعية.
اتبع ريال مدريد منذ بداية اللقاء أسلوب الضغط العالي في ملعب برشلونة ووسط الملعب لتضييق المساحات ومنع الضيوف من الصعود المتدرج بالكرة ومنعه من بناء الهجمات من الخلف.
وكان للريال ما أراد، حيث أمضى برشلونة معظم فترات الشوط الأول بدون محاولات هجومية تُذكر، وسط بطء شديد في خط وسط الفريق، بعكس الريال صاحب النسق السريع الذي اعتمد على خطف الكرة من لاعبي برشلونة وتنفيذ مرتدات سريعة مستغلاً مشكلة برشلونة بطء الارتداد الدفاعي.
وحتى يكسب ريال مدريد التفوق العددي في وسط الملعب، كانت التعليمات واضحة من مدرب ريال مدريد سانتياغو سولاري إلى الظهير الأيمن داني كارفخال بالانضمام إلى منتصف الملعب مع عودة لوكاس فاسكيز إلى الخلف، وبهذا يجد مودريتش مساندة دفاعية في خط الوسط، وفي حال تقدم كارفخال على الرواق الأيمن كان فاسكيز ينضم إلى العمق لخلق فراغات في دفاع الريال.
على الرواق اليسار لريال مدريد كان الفريق يعمل على وضع الشاب السريع والمتألق جونيور فينيسيوس في موقف واحد ضد واحد، وبالفعل نجح في التوغل داخل منطقة الجزاء لكنه لم يكن موفقاً في اللمسة التهديفية الأخيرة.
ومع معاناة برشلونة في الخروج بالكرة وعزلة ميسي اضطر الأخير إلى العودة لدائرة منتصف الملعب في محاولة لاستلام الكرة وسحب مدافعي الريال إلى الخارج و من ثم ضرب الخصم بالعمق وعلى الأطراف لكن يُحسب للاعبي الريال أنهم كسبوا الثنائيات في الشوط الأول.
وأنهى الفريقان الشوط الأول مع إخفاق الريال بتسجيل أي هدف من المحاولات الكثيرة التي صنعها وسط تألق كبير لحارس مرمى برشلونة آندري تير شتيجن.
وافتقد برشلونة خلال الشوط الأول صانع ألعاب رقم “8” قادر على إضافة لمسة إبداعية في عملية صناعة الهجمة ونقل فريقه بخطوات إلى الأمام مع الكرة، أو اتخاذ مخاطرة بالتقدم مع كرة إلى الأمام.
ومما قيّد من البناء الهجومي لبرشلونة أو صناعة فرص تذكر بالشوط الأول هو التعليمات الواضحة للظهيرين خوردي ألبا على اليسار وسيميدو على اليمين بمنعهما من التقدم للأمام خشية ترك فراغات ومساحات خلفية يستفيد منها فاسكيز وفينيسيوس بالانطلاقات الهجومية.
ومع بداية الشوط الثاني بدا واضحاً الإرهاق على بعض عناصر الريال مثل داني كارفخال، حتى جاء هدف لويس سواريز مبكراً بعد توغل قوي من الجناح عثمان ديمبلي الذي تفوق على كارفخال.
هدف برشلونة وضع حسابات ريال مدريد في موقف صعب، فأصبح النادي الملكي في موقف معقد بحاجة لتسجيل هدف، ويُحسب للريال أنه قدم ردة فعل جيدة لكن مجدداً ظهر سوء التوفيق في اللمسة التهديفية.
ورغم ذلك يُحسب لبرشلونة أنه اغتنم رياحه حين هبّت وظهر حاسماً في الفرص التي صنعها أمام مرمى ريال مدريد، وهناك كان مكمن الفرق في الجانب التهديفي بين سواريز وفينيسيوس.
أما كريم بنزيما فقد لعب دوراً تكتيكياً كلاعب رقم 10 أكثر منه دور تهديفي في منطقة الجزاء.