تحشيدات وتأهب.. حالة “غليان” بين تشكيلات الوفاق
تقرير 218
لم يمضِ شهر على انسحاب وحدات الجيش الوطني من محاور طرابلس ومن مناطق في الغرب الليبي حتى صعدت الخلافات الحادة بين التشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق إلى السطح من جديد في استدعاء للحالة التي كانت سائدة ما قبل الرابع من أبريل 2019 حين كان التطاحن والخلاف على أشده حتى أنه كان مانعاً حينها لحكومة الوفاق باعتبارها جسداً سياسيا وخدمياً من أداء مهامها.
هذه المرة يتعالى صوت الخلاف الذي وصل حد التمترس خلف السلاح والاستعداد لجولة جديدة من القتال ولكن بقواعد مختلفة وتحالفات مختلفة، فالتشكيلات المسلحة من مدينة الزاوية، خصوصاً المسؤولة عن خطوط إمدادات الوقود، جعلت نفسها في حالة استعداد قصوى لأي تحركات عسكرية قد تستهدفها.
هذه التحركات العسكرية تقودها ما باتت تسمى مؤخراً بالقوة المشتركة وهي خليط من عدة تشكيلات مسلحة تتبع الوفاق، وقد تنادت ارتجالياً من أجل إنهاء حالة التهريب التي تنطلق من مدينة الزاوية والمطرد ومنطقة الحرشة كما تقول.
وفي سياق هذه الخلافات وضع أكثر من مدون نشط محسوب على التشكيلات المسلحة منشورات تلمح إلى أن التشكيلات من مدينة الزاوية، والمحسوبة على مدينة طرابلس قد تقدم قرباناً لإرضاء الدول الضالعة في الملف الليبي، خصوصاً الولايات المتحدة، فالوزير المفوض فتحي باشاغا رجع لاستعمال كلمة الميليشيات، وهي الكلمة التي وضعتها السفارة الأمريكية في ديباجتها الأخيرة، كما أن التشكيلات الموجودة داخل الزاوية وغير المحسوبة عليها باتت مستنفرة وجاهزة لأي عمل مسلح في حقها بحجة أنهم من مهربي البشر والوقود.
هذه الخلافات تحدث عنها عبدالرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا” في الفيديو الذي خرج به قبل أيام حين ذكر أن مبدأ المحاسبة يجب أن يشمل الجميع، ابتداءً من مدينة مصراتة، مروراً بطرابلس، وصولاً إلى الجبل، وهو بذلك يقصد التشكيلات المسلحة الموجودة داخل هذه المناطق والمدن وهو ما يؤشر حتماً إلى عودة الخلافات الحادة بين التشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.