تحرّكات غامضة للجيش الوطني مع اقتراب الملتقى
تقرير 218
لا تبدو الصورة الكاملة واضحة بعد، لكن الصور المتداولة في مواقع التواصل، والأنباء الواصلة من الجفرة وغيرها، تشي بالكثير من التحركات للجيش الوطني، التي تظل وجهتها غير مؤكدة حتى الآن، ونتيجتها غير معروفة العواقب.
عدادات الوقت بدأت تشير إلى مهلة نحو 10 أيام قبل الملتقى الوطني في غدامس، الذي تأمل منه البعثة النجاح في حلحلة الأزمة وإنهاء الانقسام، وهو ذات الانقسام الذي قال عنه المشير خليفة حفتر إنه بقي عليه نحو شهر قبل أن ينتهي، وتشهد البلاد تشكيل حكومة موحدة.
إلى جانب الجفرة، تبدو غريان كذلك في عمق الصورة، حيث تتباين الأخبار في دقتها حول موالاة مجموعات فيها للقيادة العامة للجيش الوطني.
أما قاعدة الوطية، فهي الأبرز في دائرة الأخبار، حيث أكد آمر غرفة عمليات الجيش الوطني في المنطقة الغربية اللواء إدريس مادي وجود قواته فيها، ومداومتها بشكل طبيعي نافيا انتقالها إلى دائرة سيطرة الوفاق.
هذا التنافس العسكري المحموم على الأرض، في توسيع رقع النفوذ، والتصريحات النارية حول المكان المعلوم، لأنصار المعسكرين في مواقع التواصل، تقابله تصريحات وتعهدات من القائد العام للجيش الوطني، ورئيس المجلس الرئاسي بتهدئة ليس لها مثيل، وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنها قد تكون الأولى من نوعها.
وبين هذين التصرفين اللذين يبدوان متناقضين ظاهرا، تظل الأهداف غير محسومة، إن كانت توجها لسيطرة على الأرض تعني الكثير على طاولة المفاوضات، أم سيرا نحو حرب، سيدفع الجميع ثمن مآلاتها.