تحركات دولية متسارعة للدفع بالمسار السياسي الليبي
شهدت ليبيا تحركات دولية متسارعة للدفع بالمسار السياسي، في ظل اقتراب انتهاء أجل خريطة الطريق في 22 من يونيو الجاري، ومباشرة اللجنة المشتركة مشاوراتها الختامية في القاهرة للتوافق على القاعدة الدستورية، وتعديل القوانين الانتخابية ليبدأ الحديث الجدي عن شكل السلطة الجديدة في البلاد.
وتركزت التحركات الدولية في العاصمة طرابلس التي شهدت مشاورات إيطالية وفرنسية وألمانية متسارعة، على ترديد إصرار المجتمع الدولي على إجراء الانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار إلى البلاد، وسط انقسام سياسي حاد وتوتر أمني لافت شهدته العاصمة مؤخراً، حيث دفعت باريس بالمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا، بول سولير، ليؤكد بدوره على أن بلاده “ستلعب دوراً إيجابياً في استقرار ليبيا، يتمثل في تحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية على أساس إطار دستوري توافقي”، وهو ما أكده بوضوح عند لقائه برئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح.
وتزامنت التحركات الفرنسية مع التوجه الإيطالي، الذي نقله مبعوثها لدى ليبيا نيكولا أورلاندو، والذي التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي نهاية الأسبوع الماضي، مؤكداً حرص بلاده على ضرورة “توافق جميع الأطراف الليبية للعبور بالبلاد إلى مرحلة التنمية والبناء”، مع تحركات دبلوماسية محمومة تقودها المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز لخلق أجواء إيجابية قبيل انطلاق مشاورات القاهرة، وهي تسير في ذات السياق الذي حرص السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على تأكيده عند مهاتفته للمنفي، وتوافقهما على دعم جهود التهدئة في طرابلس وتهيئة البلاد للانتخابات الوطنية وفق قاعدة دستورية توافقية.