بوابة الإصلاح النقدي
سليمان الشحومي
البنوك التجارية هي البوابة الرئيسيّة للإصلاح النقدي، و مانفكت معطلة عن العمل البنكي الحقيقي لسنوات وترهلت وعشش بها منظومة سرطانية للاكتساب فيما يتصارع عليه الناس بحثا عن الدينار الليبي والتجار بحثا عن الدولار الأميركي.
التعطل في القيام بالأعمال الموكلة الجديدة المتعلقة بالصرف الأجنبي أوجدت واقعاً جديداً يحاول البعض أن يبحث عن باب ينفذون منه إلى ما اعتادوا العيش والعمل في ظله.
ومع كل ذلك تبقي المنظومة المصرفية في حاجة الي اصلاح داخلي حقيقي شامل يعيد اليها دورها الهام كركيزة من ركائز التنمية و قاطرة لتطوير الاقتصاد الليبي.
كما لم يعد الدور الرقابي المسند للبنك المركزي ناجعا وخصوصا عبر الأساليب التقليدية والمتمركزة علي منشورات ولجان تفتيش بل الامر اصبح يعتمد علي معايير حديثة للرقابة المصرفية ترتكز علي اليات عمل متطورة و منظومة مراقبة عالية الجودة والقدرة داخل البنك التجاري اولا و منظومة اخري رقابية لدي البنك المركزي.
علينا الان ان نعالج الوضع وان نرفع من قدرة الطرفين سواء البنك التجاري ومنظومة العمل الداخلي به و ان نطور من اليات الرقابة المصرفية لدي البنك المركزي ، فليس إلقاء اللوم علي البنوك التجارية وحدها يفيد او التهديد بالمواجه القضائية الان تعدل او تحسن من قدرة المنظومة المصرفية علي فعل افضل مما تقوم به. ويبق الدور المهم الان ملقي علي عاتق مجالس ادارات البنوك التجارية ومدراءها العامون في عمل معا كفريق لتطوير منظومات العمل و تحسين خدماتهم واعادة الثقة عبر تطوير الخدمات المصرفية وتقديمها بأسلوب يخدم المستفيد ويكسب البنك الصمعة الطيبة وذلك يأتي عبر اعادة مراجعة العمليات المتعلقة بخدمة الزبائن وتطويع التقنية في تقديم الافضل .
الامر قد يحتاج بعض الوقت ولكن اعداد قائمة بما يجب عمله علي مستوي كل وحدة من وحدات البنك وإعداد جدول زمني لها وإشراك كل ذو مسؤلية في عملية التحول وارجاع الثقة ، جميعها أمور يستحق من الجميع العمل لاجله. أمامنا الكثير لفعله لتطوير المنظومة البنكية الليبية و يبقي دوما خيار التحديث والتطوير وتقديم الافضل في حاجة الي همم عالية و فريق يعمل بتوافق علي مستوي البنك المركزي وعلي مستوي البنكوك التجارية في نفس الوقت.